أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، اكتمال التجارب النهائية على صاروخ “بوريفيستنيك” المجنّح النووي، موجّهًا القوات الروسية إلى وضع خطة لتحديد الطرق المثلى لاستخدامه ضمن الترسانة الإستراتيجية الروسية.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده بوتين مع قيادة مجموعة القوات المشتركة المشاركة في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حيث استعرضت القيادة أحدث التطورات في مجال الأسلحة النووية والهجومية الروسية.
تجارب ناجحة ومناورات استراتيجية موسعة
قال بوتين خلال الاجتماع إن القوات المسلحة الروسية أجرت هذا الأسبوع مناورات شاملة للقوات الهجومية الإستراتيجية، تخللتها عمليات إطلاق تدريبية قتالية لجميع مكونات القوات النووية الروسية، إلى جانب اختبار عدد من الأسلحة المتطورة.
اقرأ أيضًا
برعاية أمريكية ماليزية.. تايلاند وكمبوديا تطويان صفحة الحرب
وأضاف الرئيس الروسي أن قوات الردع النووي الروسي وصلت إلى أعلى مستويات الجاهزية والتطور التقني، مؤكدًا أن مستوى حداثة منظومات الردع الروسية يفوق نظيراتها في الدول النووية الأخرى.
وأكد بوتين أن الاختبارات الحاسمة لصاروخ كروز النووي “بوريفيستنيك” اكتملت بنجاح، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ الآن لتهيئة الظروف الفنية والتشغيلية اللازمة لوضع الصاروخ في حالة تأهب قتالي فعلي.
وأوضح أن الصاروخ الجديد يمثل منتجًا فريدًا من نوعه لا نظير له في أي مكان في العالم، نظرًا لاعتماده على محرك نووي يتيح له مدى غير محدود تقريبًا، ما يمنحه قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف محصنة على مسافات بعيدة جدًا.

رحلة تجريبية لمسافة 14 ألف كيلومتر
وفي تفاصيل التجربة الأخيرة، أبلغ فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الرئيس بوتين بأن صاروخ بوريفيستنيك نفذ رحلة تجريبية ناجحة في 21 أكتوبر الجاري، قاطعًا خلالها مسافة 14 ألف كيلومتر في تحليق استمر عدة ساعات، وهو ما اعتبره إنجازًا غير مسبوق في تاريخ تطوير الأسلحة المجنحة.
وأشار جيراسيموف إلى أن هذه الرحلة تختلف عن الاختبارات السابقة بفضل مدة التحليق الطويلة ودقة الأداء والاستقرار التقني، لافتًا إلى أن قدرات الصاروخ تسمح بضرب أهداف عالية التحصين بدقة مضمونة على أي مسافة تقريبًا.
إشراف مباشر من بوتين على المناورات النووية
وكان الرئيس الروسي قد أشرف شخصيًا في 22 أكتوبر على مناورات واسعة للقوات النووية الإستراتيجية الروسية، شملت عمليات إطلاق من البر والبحر والجو، في رسالة واضحة تؤكد استمرار موسكو في تطوير قدراتها النووية الرادعة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية مع الغرب.

وأكد بوتين في ختام الاجتماع أن روسيا ستواصل تعزيز منظومتها الدفاعية وتطوير أسلحتها الإستراتيجية، مع الالتزام بالمعايير التقنية واللوائح الدولية المتعلقة بالأمن النووي، مشددًا على أن “الأهداف الرئيسية قد تحققت، لكن العمل لم ينته بعد”.
