اعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أسلوب الدبلوماسية المباشرة في أول رحلة آسيوية له خلال ولايته الثانية، حيث يلتقي خصومه القدامى وأصدقاءه الجدد، وسط سعي لإبرام صفقات قد تترك آثارًا اقتصادية وأمنية واسعة، وفقًا لشبكة “سي إن إن”.
ترامب ينطلق في جولة آسيوية
لكن تركيز ترامب المستمر على الرسوم الجمركية، إلى جانب أسلوبه المتقلب في العلاقات الخارجية، أثار حالة من عدم اليقين بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ما يضع الرئيس صاحب كتاب “فن إبرام الصفقات” أمام اختبار حقيقي في مدى قدرته على الوفاء بوعوده الدولية.

وصل ترامب إلى ماليزيا في مستهل جولة آسيوية تستمر ستة أيام وتشمل ثلاث دول، في ظل إعادة صياغة دور الولايات المتحدة عالميًا، ومحاولات لمواجهة النفوذ المتنامي للصين في المنطقة وخارجها.
ويطرح ترامب، الذي يعتمد شعار “أمريكا أولاً”، نفسه كوسيط للتهدئة، مشيرًا إلى التسويات التي ساهم في إنجازها لإنهاء ثماني نزاعات، بينها اتفاقات وقف إطلاق نار هشة بين إسرائيل وحماس، بينما يستخدم سياساته الجمركية كورقة ضغط. وأضاف أن الصراع الأبرز والأكثر تعقيدًا، وهو حرب روسيا في أوكرانيا، سيكون محور اجتماعاته المرتقبة مع شي جين بينج، زعيم الصين، في خضم حرب تجارية محتدمة بين البلدين.

ترامب.. دبلوماسية مباشرة وصفقات كبرى على المحك
وفي كوالالمبور، سيوقع ترامب اتفاقية سلام بين كمبوديا وتايلاند، بعدما حذّر الدولتين من أن استمرار النزاعات على حدودهما سيؤثر على العقود التجارية مع الولايات المتحدة. وكتب ترامب على موقعه “تروث سوشيال”: “أنا في طريقي إلى ماليزيا لتوقيع اتفاقية السلام العظيمة التي توسطت فيها بفخر بين كمبوديا وتايلاند”.

وتشمل الجولة أيضًا لقاءات مع قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، إلى جانب اجتماع مرتقب مع رئيس الوزراء الياباني الجديد، حيث سيكون موضوع التجارة والأمن على جدول الأعمال. كما يتوقع أن يلتقي بالرئيس الكوري الجنوبي، في حين تظل الأنظار متجهة نحو لقاء محتمل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الذي سبق أن صافحه في المنطقة منزوعة السلاح عام 2019.
ويشير الخبراء إلى أن هذه اللقاءات ستخضع لمراقبة دقيقة، لمعرفة ما إذا كان الرئيس الأمريكي قادرًا على دفع عجلة إصلاح العلاقات الاقتصادية، وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري، واستثمار النفوذ الإقليمي لتعميق التعاون الأمني. وأوضح فيكتور تشا، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الضغوط الأمريكية عبر التعريفات الجمركية ونفقات الدفاع تشبه أسلوبًا من نوع “التنمر” الذي تمارسه الولايات المتحدة على شركائها في المنطقة.
اقرأ أيضا.. بوتين يشيد باختبار صاروخ “بوريفيستنيك” النووي الروسي القادر على قطع 14 ألف كيلومتر
