يبدو أن نبرة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين بدأت تخف تدريجيًا مع اقتراب اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، المقرر عقده الخميس المقبل في كوريا الجنوبية، ضمن جولة ترامب الآسيوية. فبعد أشهر من التصعيد المتبادل، أظهرت التصريحات الرسمية من الجانبين مؤشرات على انفراجة محتملة قد تضع حدًا لحرب تجارية أثقلت كاهل الاقتصاد العالمي وأربكت الأسواق الدولية، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
هدنة اقتصادية بين واشنطن وبكين
وأكدت الوكالة أن أي اتفاق يتم التوصل إليه، حتى وإن كان محدودًا في بنوده، من شأنه أن يبعث الطمأنينة في الأسواق ويعيد بعض التوازن إلى التجارة العالمية، رغم أنه قد لا يعالج بشكل كامل جذور الخلاف المتعلقة بالتصنيع، وحماية الملكية الفكرية، والوصول إلى تقنيات أشباه الموصلات الحديثة.

وكانت بكين قد أعلنت مؤخرًا تقييد صادراتها من المعادن والعناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، وهو ما ردّ عليه ترامب بالتهديد بفرض تعريفات جمركية جديدة على البضائع الصينية، قبل أن تتراجع حدة الخطاب من الطرفين خلال الساعات الأخيرة.
وقال كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنج قانج، إن الجانبين توصلا إلى “تفاهم أولي” بشأن النقاط الخلافية الأساسية، في حين صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بأن هناك “إطارًا ناجحًا للغاية” يجري العمل عليه، مشيرًا إلى أن واشنطن ترى في هذا التقدم خطوة نحو صفقة “عادلة ومتوازنة” للطرفين.
ترامب على أعتاب صفقة تاريخية
من جانبه، أعرب ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، قائلاً: “الصينيون يريدون صفقة، ونحن أيضًا نريد صفقة”، في إشارة إلى رغبته في إنهاء الحرب التجارية التي تسببت في تقلبات حادة بأسواق المال والسلع العالمية. كما ألمح الرئيس الأمريكي إلى احتمال زيارة الصين مستقبلًا، مشيرًا إلى إمكانية استضافة شي جين بينج في واشنطن أو في ناديه الخاص بمارالاجو في فلوريدا.

وفي تصريحات لقناة “سي بي إس”، أوضح بيسنت أن خيار فرض رسوم جمركية إضافية على الصين “لم يعد مطروحًا على الطاولة”، في إشارة واضحة إلى تراجع التصعيد وتهيئة الأجواء لتفاهم جديد.
دونالد ترامب
وجاء هذا التقدم على هامش القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” في كوالالمبور، حيث يسعى ترامب إلى ترسيخ صورته كصانع صفقات عالمية. ومع ذلك، يرى مراقبون أن أسلوبه التفاوضي الصدامي تسبب في اضطرابات سياسية واقتصادية داخل الولايات المتحدة، خاصة بعد الخلافات الحادة مع الديمقراطيين وإغلاق الحكومة الفيدرالية في وقت سابق من العام.
