توقع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التوصل خلال أيام إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة يضع حدًا لأزمة الرسوم الجمركية العقابية التي فرضتها واشنطن في الأشهر الماضية، في خطوة من شأنها إعادة الدفء إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين بعد فترة من التوتر والتجاذب السياسي.

تصريحات متفائلة من كوالالمبور
وخلال مشاركته في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، قال لولا دا سيلفا في تصريحات نقلتها وكالة “فرانس برس”:”أنا على ثقة من أننا خلال أيام قليلة سنتوصل إلى حل نهائي بين الولايات المتحدة والبرازيل، حتى تستمر الحياة بخير وسعادة”.
وأضاف الرئيس البرازيلي أن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان “جيدًا ومثمرًا”، مشيرًا إلى أن ترامب أعرب عن رغبته في إيجاد تسوية سريعة للأزمة التجارية التي أثرت على مصالح البلدين.
لقاء مباشر بعد توتر طويل
ويأتي هذا اللقاء بعد أشهر من التوتر بين واشنطن وبرازيليا على خلفية قرار الإدارة الأمريكية، في يوليو 2025، فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات البرازيلية، وهو إجراء اعتبرته الحكومة البرازيلية “غير عادل” و”ذا طابع سياسي”.
كانت واشنطن قد بررت هذه الخطوة بأنها رد على ما وصفته بـ”الاضطهاد السياسي” الذي يتعرض له الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الحليف المقرب من ترامب، والذي يواجه محاكمات في بلاده بتهم تتعلق بإساءة استخدام السلطة خلال فترة رئاسته.

مكالمة تمهّد للحوار
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أجرى لولا دا سيلفا مكالمة هاتفية مع ترامب في أكتوبر 2025، أعرب خلالها عن رغبته في تجاوز الخلافات وتعزيز التعاون التجاري بين البلدين، كما اقترح عقد لقاء مباشر على هامش قمة آسيان لبحث سبل التفاهم وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
اقرأ أيضًا
بوتين يعلن اكتمال تجارب صاروخ« بوريفيستنيك» النووي ويصفه بأنه فريد عالميًا
وأكدت مصادر دبلوماسية في برازيليا أن هذه المحادثات التمهيدية ساعدت في تهيئة الأجواء للقاء كوالالمبور، الذي شهد مناقشات معمقة حول مستقبل التجارة الثنائية وآفاق رفع القيود الجمركية.
أهمية الاتفاق للاقتصاد البرازيلي
ويُعدّ التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة أولوية اقتصادية قصوى للحكومة البرازيلية، نظرًا لأن واشنطن تمثل أحد أهم الشركاء التجاريين للبلاد، إذ تُعد السوق الأمريكية منفذًا رئيسيًا للصادرات البرازيلية، خاصة في مجالات اللحوم، والحديد، والسكر، والطائرات الصغيرة.
وقد أثارت الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة موجة قلق واسعة في الأوساط الاقتصادية البرازيلية، حيث تسببت في تراجع الصادرات وارتفاع تكلفة الواردات، ما انعكس سلبًا على ثقة المستثمرين وأسواق المال.

مؤشرات على انفراجة قريبة
ويرى محللون أن تصريحات لولا المتفائلة توحي بقرب حدوث اختراق حقيقي في الأزمة التجارية، خاصة بعد إشارات إيجابية من الإدارة الأمريكية بشأن استعدادها لإعادة النظر في الرسوم إذا التزمت برازيليا بآليات شفافة لحماية الاستثمارات الأمريكية.
