أكدت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن الأطفال في قطاع غزة يمرّون بأوضاع مأساوية غير مسبوقة نتيجة الحرب، مشيرة إلى أنهم يعيشون صدمات نفسية حادة بعد أن فقد الكثيرون منازلهم وأفراد أسرهم، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.

أطفال غزة في قلب المعاناة
قالت “إنجرام” في مداخلة تليفزيونية، إن مشاهد الدمار والقتل تركت آثارًا عميقة على الحالة النفسية للأطفال، موضحة أن المنظمة ترصد مستويات مرتفعة من الاضطرابات النفسية والقلق والخوف بين الأطفال الذين يعيشون تحت القصف المستمر.
اقرأ أيضًا
الرئيس البرازيلي يتوقع اتفاقًا تجاريًا وشيكًا مع الولايات المتحدة
وأضافت أن آلاف الأطفال فقدوا ذويهم أو أصيبوا بجروح بليغة، بينما يعيش آخرون في مخيمات مكتظة تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية. وأكدت أن هؤلاء الأطفال بحاجة عاجلة إلى دعم نفسي واجتماعي متواصل لتجاوز آثار الصدمات التي لحقت بهم.
التزام إنساني لا يتراجع
وشددت المتحدثة باسم اليونيسف على أن المنظمة لن تترك غزة، وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية للأطفال وأسرهم “على نطاق واسع”، رغم صعوبة الوصول إلى العديد من المناطق بسبب القيود المفروضة على حركة الإغاثة الإنسانية.
وقالت إن فرق المنظمة تعمل حاليًا على توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية، مع التركيز على دعم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، مشيرة إلى أن الأزمة الراهنة تسببت في انهيار البنية التحتية الصحية، ما جعل الأطفال أكثر عرضة للأمراض ونقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب.
مساعدات عاجلة لإنقاذ حياة الأطفال
وأوضحت “إنجرام” أن جهود اليونيسف تشمل توفير الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الطبية للأطفال المتضررين، في محاولة لمواجهة التداعيات الكارثية للحرب الإسرائيلية على المدنيين.
وأضافت أن فرق المنظمة تعمل بالتنسيق مع شركائها المحليين والدوليين لتأمين ممرات إنسانية آمنة تتيح وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة، محذّرة من أن استمرار إغلاق المعابر سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر في القطاع.
دعوة عاجلة لفتح المعابر ومراقبة الأوضاع
وطالبت المتحدثة بضرورة فتح جميع معابر قطاع غزة فورًا، للسماح بدخول المساعدات والمواد الإغاثية دون قيود، مؤكدة أن استمرار إغلاقها “يعمّق معاناة الأطفال ويهدد حياتهم يومًا بعد يوم”.
وشددت على أن اليونيسف تواصل مراقبة الوضع الإنساني عن كثب، وتعمل على توثيق أوضاع الأطفال المتضررين لتقديم الدعم اللازم لهم عبر البرامج النفسية والطبية والتعليمية، في محاولة لإعادة الأمل إلى حياتهم التي دمرتها الحرب.

أرقام مفزعة ومعاناة مستمرة
ولفتت “إنجرام” إلى أن أعداد الأطفال المصابين أو الذين فقدوا ذويهم كبيرة جدًا، مضيفة أن كثيرين يعيشون اليوم في عزلة تامة دون مأوى أو رعاية، ما يجعلهم عرضة للانهيار النفسي والجسدي.
وأكدت أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بمضاعفة جهوده لدعم أطفال غزة، من خلال التمويل الفوري للمساعدات وتوفير بيئة آمنة تسمح لهم بالعيش بكرامة واستعادة طفولتهم المفقودة.
