- أداء الدولار أمام العملات، سجل سعر الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً في بداية التداول بالعام الجديد 2025، معززاً مكاسبه أمام العملات الرئيسية، مدعوماً بتوقعات باستمرار الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة ودول أخرى، ونستعرض معكم فيما يلي تحليل لتحركات الأسواق المالية في أول أيام التداول من عام 2025، والتي يظهر فيها استمرار قوة الدولار الأميركي مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى.
التوقعات المستقبلية للفائدة تدعم الدولار أمام اليورو
تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2022، مسجلاً 1.0314 دولار، بانخفاض قدره 0.3%، وبذلك فإن اليورو قد 8% من قيمته منذ سبتمبر الماضي، حيث كان أحد أكبر المتضررين من قوة الدولار، وفقاً لتقرير نشرته وكالة «رويترز» للأنباء.

يتوقع المتداولون أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة تدريجياً خلال 2025، بما يصل إلى 4 تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس لكل منها، وفي المقابل، يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يلجأ إلى خطوات مماثلة قريباً، مما يعزز موقف الدولار في الأسواق العالمية خلال 2025.
الجنيه الإسترليني والين الياباني تحت ضغط
تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.65% إلى 1.2443 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل الماضي، كما ارتفع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.17% ليصل إلى 157.26 ين، مما يزيد من الضغوط على بنك اليابان للتدخل عبر رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
أداء الدولار أمام العملات الأخرى
الدولار مقابل اليورو:
انخفض اليورو إلى 1.0314 دولار، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022.
فقد اليورو حوالي 8% منذ أعلى مستوياته في سبتمبر 2024.
الدولار مقابل الجنيه الإسترليني:
تراجع الجنيه إلى 1.2443 دولار، أدنى مستوى منذ أبريل 2024.
الهبوط تسارع بعد كسر مستوى المقاومة 1.2475 دولار.
الدولار مقابل الين الياباني:
ارتفع الدولار بنسبة 0.17% إلى 157.26 ين.
الضغط على بنك اليابان قد يؤدي إلى رفع أسعار الفائدة قريبًا.
الدولار مقابل الفرنك السويسري:
استقر عند 0.90755، متراجعًا عن مكاسبه المبكرة.
الدولار مقابل العملات السلعية:
ارتفع الدولار الأسترالي إلى 0.6215 دولار والدولار النيوزيلندي إلى 0.5614 دولار، بعد انخفاضهما إلى أدنى مستوياتهما في عامين.
العوامل المؤثرة على أداء الدولار أمام العملات
عوامل جيوسياسية واقتصادية تدعم الدولار
عززت مخاوف النمو الاقتصادي خارج الولايات المتحدة من قوة الدولار، كما زادت الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية، الطلب على الدولار باعتباره ملاذاً آمناً.
السياسة النقدية:
توقعات الأسواق تشير إلى تخفيض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي خلال 2025، بينما يبقي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على موقفه المتشدد، وكذلك هناك احتمالات برفع بنك اليابان لأسعار الفائدة مع استمرار الضغوط.
سياسات إدارة ترمب:
هناك حالة من التفاؤل بشأن سياسات اقتصادية توسعية، تدعم النمو، وتضغط على الأسعار، ما يعزز قوة الدولار أمام العملات الأخرى.
وفي هذا الصدد، أشار لي هاردمان، كبير محللي العملات في بنك «إم يو إف جي»، إلى أن استمرار ارتفاع الدولار مدفوع بتوقعات سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب التي يُعتقد أنها ستدعم النمو الاقتصادي وترفع عوائد السندات الأمريكية.
التباين الاقتصادي العالمي:
تباطؤ النمو الاقتصادي في مناطق أخرى، مثل الصين، يدعم جاذبية الدولار.
تباين أداء العملات الأخرى
استقر اليوان الصيني عند أدنى مستوياته في 14 شهراً، متأثراً بمخاوف المستثمرين حيال الاقتصاد الصيني، وفي المقابل، ارتفع كل من الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بعد تراجعات حادة العام الماضي، حيث سجل الأول مكاسب بنسبة 0.36% والثاني بنسبة 0.47%.
اقرأ أيضًا.. البيتكوين يعادل أكثر من 100 ألف دولار.. مستقبل المال الذي يغير قواعد اللعبة المحيرة
التوقعات المستقبلية للدولار
استمرار قوة أداء الدولار أمام العملات الرئيسية مرهونة بالتباين في السياسات النقدية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى.
أي تباطؤ في النمو الاقتصادي الأميركي قد يغير التوقعات، لكن ذلك يبدو بعيد المدى.
إمكانية تحركات إضافية من بنك اليابان أو المركزي الأوروبي قد تؤثر على التوجهات.
وفي ظل هذه الظروف، يرى المحللون أن قوة الدولار قد تستمر على المدى القريب، إلا أن أي تغيير في البيانات الاقتصادية الأمريكية أو سياسة الاحتياطي الفيدرالي قد يغير المشهد لاحقاً، حيث أن قوة الدولار تعكس مزيجًا من العوامل الاقتصادية والسياسية، مع تركيز المستثمرين على توقعات الفائدة والتباين الاقتصادي بين الاقتصادات الكبرى، وهذا يشير إلى استمرار دعم الدولار في المستقبل القريب، ما لم تظهر مؤشرات قوية على تباطؤ الاقتصاد الأميركي.