ماموث السهوب، هو أثقل حيوان حي عاش على كوكب الأرض قبل ملايين السنين. وهو من فصيلة الفيليات، والتي ظهرت في إفريقيا منذ ما يقرب من سبعة ملايين سنة، وعاش هذا الحيوان الضخم خلال العصر الجليدي.
عاش هذا العملاق الذي كان سلفًا للماموث الصوفي، قبل ما يقرب من 600 ألف عام، في السهوب المفتوحة والمناطق الباردة الممتدة من أوروبا وآسيا إلى أمريكا الشمالية.
«ماموث السهوب» أثقل حيوان بري عاش على الأرض
عاشت مجموعة من مخلوقات ما قبل التاريخ على هذا الكوكب والتي كانت ضخمة بشكل لا يُصدق. وعلى الرغم من أننا نتخيل الماموث الصوفي بين هذه الحيوانات الضخمة التي انقرضت منذ فترة طويلة، لكنه لم يكن أكبر أنواع الماموث.
ووفقًا للخبراء، كان الماموث الصوفي في منتصف الطريق تقريبًا بين الفيلة الآسيوية والأفريقية الحديثة. إذ بلغ ارتفاعه عند الكتف من 3 إلى 3.5 مترًا ووزنه حوالي أربعة إلى خمسة أو ستة أطنان، اعتمادًا على ما إذا كان ذكرًا أم أنثى.

ولكن العملاق الحقيقي في تلك الفصيلة، كان ماموث السهوب (الجنوبي) إذ كان وزنه يصل إلى حوالي 10 أطنان، مما يجعله أثقل من أي حيوان بري حي عاش على الأرض. وكان طوله يصل إلى أربعة أمتار. فإذا وضعت ثلاجتين كبيرتين فوق بعضهما البعض وجلست فوقهما، فستكون وجهًا لوجه مع ماموث السهوب.
وبالطبع، كان هناك ماموث صغير الحجم. على سبيل المثال لا الحصر، الماموث القزم الكاليفورني والذي بلغ ارتفاعه 1.7 مترًا، والماموث السرديني القزم الذي بلغ ارتفاعه 1.5 مترًا.
وقد عانت هذه الحيوانات من التقزم الجزيري، وهي ظاهرة حيث تتقلص الأنواع بسبب العيش في جزر معزولة ذات موارد محدودة وقليل من الحيوانات المفترسة الكبيرة.

انقراض الماموث بين تغير المناخ والصيد البشري
ناقش العلماء الحالة الغامضة لانقراض الماموث لفترة من الوقت، ووجدوا أنفسهم مع مشتبهين رئيسيين: تغير المناخ والصيد البشري.
وفقًا للعلماء، بدأ المناخ يتحول مرة أخرى نحو نهاية العصر البلستوسيني مع خروج الأرض من العصر الجليدي الأخير. وبالنسبة للماموث، كان هذا يعني أن موطنه المفتوح بدأ في الانكماش واستبداله بالغابات والتندرا.
وتماشيًا مع هذا التغيير، يظهر السجل الأحفوري انكماش وانكماش أعداد الماموث في هذا الوقت. وتقول إحدى النظريات، أن الماموث الصوفي تكيف مع الحياة في الظروف الباردة.
وخلال الفترات الدافئة – المعروفة باسم الفترات الجليدية – كان يتم ضغطه في مناطق أصغر حيث كانت الظروف لا تزال مواتية، والمعروفة باسم الملاذات. ومع برودة المناخ مرة أخرى في الفترات الجليدية، كان من الممكن أن يتوسع نطاقه.
وهي نظرية لا تدعم احتمالية انقراضهم بسبب تغير المناخ!

نظرية الصيد البشري
تتوافق نظرية أخرى مع القول، بأن الانقراض يتماشى بوتيرة طردية مع الأعداد المتزايدة من البشر الذين يمتلكون تقنيات صيد متطورة – وإن كانت من العصر الحجري، حيث كانت الماموثات مهمة لأسلافنا من حيث الغذاء، وكذلك من حيث عظامها وعاجها وجلودها.
وتظهر أهمية الماموث بما يكفي في فن الكهوف، على سبيل المثال، وجود 158 ماموثًا مصورًا على جدران كهف روفينياك في جنوب غرب فرنسا، من قبل الناس منذ 13000 عام.
وبالفعل، هناك أدلة على أنها كانت تتعرض للصيد أحيانًا. فهناك عدد قليل من أحافير الماموث مع نهايات مكسورة من رؤوس الرماح فيها. ولكن هذا لا يعني أنها تعرضت للصيد حتى الانقراض.
وهناك نظرية أخرى تدعم انقراض الماموث جنبًا إلى جنب مع العديد من الثدييات الكبيرة الأخرى في العصر البليستوسيني. وتلك النظرية تستند إلى أن أخر وجود لماموث كولومبي في السجل الأحفوري منذ حوالي 12000 عام.
إقرأ أيضًا:
«طيور البطريق العملاقة» عاشت قبل 57 مليون سنة وبلغت طول البشر

انقراض الماموث بسبب تغير المناخ
انقرض الماموث الصوفي على البر الرئيسي منذ حوالي 10500 عام، بعد أن ابتلع البحر جسر بيرينج البري. وفي جزيرة “سانت بول” في ألاسكا، استمرت حتى قبل 5600 عام، وفي الشمال، حتى قبل 4000 عام في جزيرة رانجل.
ووفقًا للعلماء، فإن البشر لم يصلوا إلى جزيرة “سانت بول” حتى القرن الثامن عشر. والمؤكد أنه قبل خمسة آلاف ونصف عام، كانت هناك ظروف جفاف ومياه عذبة محدودة وربما كان هذا هو ما دفعهم إلى الانقراض.
قد تبدو نهاية هذا النوع الأيقوني وكأنها لغز آخر من ألغاز الماموث، على الرغم من أن الأدلة الحديثة تقدم بعض الأدلة. ومن المحتمل أن الطفرات الجينية والانعزال قد أدت إلى ضعف الصحة والانقراض في النهاية.. وقد تكون قصة الماموث أطول وأكثر تعقيدًا مما كنت نتوقع!.