تشهد الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، أزمة سياسية حادة بعد قراره السماح بإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى قطاع غزة، في خطوة جاءت استجابة لضغوط أمريكية مباشرة، وفقًا لما أوردته وسائل إعلام عبرية، القرار أثار انقسامات داخل الائتلاف الحاكم، وفتح الباب أمام تهديدات بالانسحاب من الحكومة، مما يعزز المخاوف من تفكك الائتلاف السياسي.

وزراء متطرفون يتمردون: “قرار غير منسق وإفلاس أخلاقي”
أعرب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عن غضبه من القرار، واعتبره تجاوزًا لصلاحياته، معلنًا عن إجراء مشاورات سياسية حول مستقبله في الحكومة، أما الوزيرة أوريت ستروك، المنتمية لحزبه، فقد لمّحت إلى نيتها الاستقالة، ووصفت السياسة الحالية تجاه غزة بأنها “فاشلة وغير مسؤولة”.
في المقابل، عاد سموتريتش لاحقًا ليُصرّح بأن إدخال المساعدات قد يخدم هدف القضاء على حماس، لكنه شدد على ضرورة تقييم نتائج الهدنات قبل اتخاذ مواقف نهائية.
بن غفير: “كان الأجدر إرسال القنابل بدل المساعدات”
بدوره، شنّ وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، هجومًا شديد اللهجة على نتنياهو، واعتبر إدخال المساعدات “إفلاسًا أخلاقيًا”، قائلاً: “ما يجب أن نرسله لغزة الآن هو القنابل، الاحتلال، والتشجيع على الهجرة، لا الطعام والأدوية.”
ضغوط أمريكية وراء التراجع الإسرائيلي
كشفت قناة “كان 11” العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية خففت من سياسة “التجويع الممنهجة” في غزة، تحت ضغط مباشر من الولايات المتحدة، وأشارت إلى أن تل أبيب تسعى للحصول على “شرعية دولية” لاستمرار عملياتها، وسط انتقادات حتى من داخل الحزب الجمهوري الأمريكي.
كما نقلت قناة “آي 24” أن مسؤولين في الكونغرس الأمريكي، وصفوا بأنهم “أصدقاء إسرائيل”، أرسلوا رسائل مباشرة للمسؤولين الإسرائيليين: “نفّذوا خطوات إنسانية لكي نتمكن من مواصلة دعمكم سياسيًا.”
اقرأ أيضًا
الولايات المتحدة تدعم محادثات التهدئة بين كمبوديا وتايلاند
تعليق عسكري “تكتيكي” لتسهيل إدخال المساعدات
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن تعليق مؤقت لعملياته العسكرية في عدد من مناطق القطاع، بين الساعة العاشرة صباحًا والثامنة مساءً يوميًا، لتأمين “ممرات آمنة” تسمح لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية بالدخول.
وتشمل المناطق التي يشملها التعليق المؤقت العملياتي: المواصي، دير البلح، ومدينة غزة، إضافة إلى فتح ممرات محددة من السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة مساءً لنقل الغذاء والدواء.
الواقع على الأرض: 73 شاحنة فقط.. ونهب تحت أعين الاحتلال
رغم هذه التصريحات، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 73 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع، أمس الأحد، معظمها تعرّض للنهب والسرقة في وضح النهار، وتحت أعين جيش الاحتلال، ما يُبرز محدودية الإجراءات المعلنة، وعدم فاعليتها في تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.