نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إنّه “لا يوجد في الوقت الحالي وقف لإطلاق النار، وإنما تخفيف في حدة إطلاق النار”، مشيراً إلى أنّ المفاوضات المرتقبة ستكون سريعة، في وقت يُرجّح أن تجد حركة حماس صعوبة في رفض الشروط المطروحة ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفد إسرائيلي رفيع للمحادثات
وبحسب الهيئة، فإن الوفد الإسرائيلي المتوقع مشاركته في المحادثات يضم:
رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية.
غال هيرش المسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين.
مسؤول رفيع في جهاز الشاباك يُشار إليه بـ”م”.
ومن المقرر أن تنطلق جولة المفاوضات الجديدة اعتباراً من الليلة، في ظل مساعٍ دولية تقودها مصر والولايات المتحدة لتهيئة الأجواء لإنجاز اتفاق شامل.

مظاهرات “منتدى عائلات الأسرى” في تل أبيب
وفي موازاة الحراك السياسي، أعلنت صحيفة جيروزاليم بوست أن منتدى عائلات الرهائن والمفقودين سينظّم مظاهرة في “ساحة الأسرى” وسط تل أبيب، مساء السبت، بالتزامن مع الذكرى الثانية لهجمات السابع من أكتوبر.
وجاء في بيان المنتدى: “نحن في أيام حاسمة بشأن الصفقة، أيام ستحدد متى سيعود الأسرى الأحياء لإعادة التأهيل، ومتى سيُعاد المتوفون لدفنهم بشكل لائق. هذه اللحظة يجب أن توحّد جميع أبناء إسرائيل للمطالبة بعودة كل أسير إلى الوطن”.
لبيد يلوّح بدعم نتنياهو سياسياً
سياسياً، أفادت مصادر مقربة من زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أنّه أجرى اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الساعات الماضية، وأبدى استعداده لتقديم دعم سياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حال تطلب الأمر دفع “خطة ترامب” قدماً، وذلك لتفادي أي انقسامات سياسية داخلية قد تُعرقل المفاوضات.

الجيش الإسرائيلي: انتقال إلى “الدفاعية فقط”
ميدانياً، كشفت القناة الإسرائيلية “12” أنّ الجيش الإسرائيلي انتقل إلى وضعية “العمليات الدفاعية فقط” داخل قطاع غزة، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية، وأوضحت القناة أنّ مدينة غزة ما زالت تحت الحصار، وأنّ القوات لم تبدأ بالانسحاب حتى الآن، مع استمرار الغارات الجوية حتى ساعات الفجر.
اقرأ أيضًا:
تصاعد التوترات العالمية.. مخاوف من حرب إسرائيلية إيرانية وتحديات بين روسيا والناتو
كما عقد رئيس الأركان الإسرائيلي تقييماً خاصاً للوضع، مؤكداً أن التعليمات الجديدة تأتي في إطار الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح الرهائن، مشدداً على أنّ “أمن القوات الإسرائيلية في القطاع يمثل أولوية قصوى”.
جلسة طارئة في مكتب نتنياهو
من جانب آخر، كشفت هيئة البث أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد الليلة الماضية جلسة تقييم طارئة مع عدد محدود من الوزراء، كبار قادة الجيش وفريق التفاوض. اللافت أنّ الاجتماع تم في غياب وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وهو ما يعكس – وفق محللين إسرائيليين – رغبة نتنياهو في الحفاظ على هامش مناورة بعيداً عن ضغوط وزرائه الأكثر تشدداً.
تتزامن هذه التطورات مع أجواء ترقّب داخلي وخارجي، حيث ينتظر الشارع الإسرائيلي بقلق نتائج المفاوضات، فيما تواصل القاهرة وواشنطن بذل جهود حثيثة لضمان عدم انهيار المسار السياسي. وبينما يبقى التصعيد العسكري محدوداً، تبدو الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل صفقة تبادل الأسرى ومسار الحرب على غزة.