اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، روسيا بانتهاك هدنة عيد الفصح التي أعلنت عنها موسكو، مؤكدًا أن القوات الروسية تواصل عملياتها العسكرية على مختلف محاور الجبهة، رغم إعلان الجانب الروسي وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار.

الرئيس الأوكراني يؤكد استمرار الهجمات رغم إعلان الهدنة
وقال الرئيس الأوكراني، في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إن “الهجمات الروسية تتواصل في محاور عدة على الخطوط الأمامية”، مشيرًا إلى أن “صفارات الإنذار دوّت مجددًا في العاصمة كييف، محذّرة من غارات جوية محتملة”.
اقرأ أيضًا
دونالد ترامب يلوح بتجميد جهود السلام بين روسيا و أوكرانيا
في المقابل، أصدرت القوات الجوية الأوكرانية تحذيرًا عامًا من هجمات صاروخية تستهدف المنطقة، مما أثار حالة من التأهب القصوى في صفوف المواطنين والقوات على حد سواء.
تصعيد ميداني في خيرسون
وفي سياق متصل، أفاد حاكم منطقة خيرسون الجنوبية، أولكسندر بروكودين، عن وقوع سلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات مسيّرة، مساء السبت، بالتزامن مع دخول الهدنة الروسية المفترضة حيز التنفيذ.
وكتب بروكودين على مواقع التواصل الاجتماعي: “هجوم روسي بثماني مسيَّرات أدى إلى اندلاع حريق في شقق أحد الأبراج السكنية، وفي وقت لاحق من المساء، شنّت ثلاث مسيَّرات أخرى ضربات في قريتين بالمنطقة”. وأضاف: “للأسف، لا نرى أي تهدئة على الأرض، وكل ما يحدث لا يشير إلى وجود نوايا سلمية لدى الجانب الروسي”.
وعلى الرغم من التصعيد الميداني، أبدى الرئيس الأوكراني استعداد بلاده للالتزام بأي وقف حقيقي لإطلاق النار، قائلاً: “إذا أصبحت روسيا فجأة مستعدة للانخراط حقًا في وقف كامل وغير مشروط للعمليات القتالية، فإن أوكرانيا ستتصرف على النحو نفسه”، مقترحًا تمديد فترة الهدنة إلى ما بعد عيد الفصح.
غير أنه شدّد في الوقت نفسه على غياب الثقة بالنوايا الروسية، مؤكدًا أن “موسكو لا تزال تخادع، ونحن نعلم جيدًا تكتيكاتها.. قواتنا الدفاعية مستعدة لأي شيء، وسترد على كل ضربة روسية بشكل مناسب ومتزن”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، في وقت سابق من السبت، عن قرار بلاده وقف العمليات القتالية مؤقتًا بمناسبة عيد الفصح، وذلك خلال اجتماع متلفز عقده مع كبار قادة الجيش الروسي.
وقال بوتين: “قرار روسيا المضي بالهدنة مبني على أساس أنَّ الجانب الأوكراني سيحذو حذونا.. يجب على قواتنا أن تبقى في حالة تأهب تام لمواجهة أي خروق محتملة أو استفزازات من العدو”.
وأضاف: “الهدنة التي أعلنا عنها ستُظهر مدى استعداد كييف، ورغبتها وقدرتها على الالتزام بالاتفاقات والانخراط في محادثات جادة من أجل السلام”.
هدنة مشروطة وشكوك متبادلة
ويُنظر إلى إعلان روسيا عن هدنة في عيد الفصح على أنه محاولة لبناء مناخ ملائم لاستئناف المحادثات السياسية المتوقفة منذ أشهر، غير أن الأحداث الميدانية الأخيرة تُلقي بظلال من الشك على جدية هذا التوجه، في ظل تصاعد الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه النزاع الأوكراني-الروسي تصعيدًا متواصلًا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، وسط جهود دولية متقطعة لإحياء مسار السلام، الذي لا يزال يراوح مكانه وسط واقع عسكري معقد وتباين حاد في المواقف السياسية.