دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى فرض عقوبات صارمة على الشركات التي تقوم بتزويد روسيا بمكونات تدخل في تصنيع الصواريخ، والتي تُستخدم لاحقًا في تنفيذ هجمات مدمّرة على الأراضي الأوكرانية.
وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال مقابلة صحفية نُشرت قبيل انطلاق قمة الناتو المرتقبة في مدينة لاهاي الهولندية، حيث أكد أن أوكرانيا تتابع عن كثب مصادر هذه المكونات، وتراقب كيفية وصولها إلى المجمع الصناعي العسكري الروسي رغم العقوبات الغربية المفروضة.

دعوة من الرئيس الأوكراني لتوسيع نطاق العقوبات الغربية
وقال الرئيس الأوكراني، في المقابلة التي نشرتها صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن العقوبات الحالية غير كافية للحد من القدرات الصاروخية الروسية، مطالبًا الحلفاء الغربيين بتوسيع نطاق العقوبات لتشمل شركات تصنيع المكونات الإلكترونية والميكانيكية التي تُستخدم في بناء الصواريخ الروسية.
اقرأ أيضًا
ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران
وأضاف: “لدينا قوائم دقيقة بأسماء هذه الشركات والمكونات التي تنتجها.. وقد قمنا بالفعل بتسليم هذه القوائم إلى شركائنا الدوليين”، مشددًا على أن كييف تنتظر تحركًا حازمًا من جانب المجتمع الدولي، وبخاصة دول الناتو، لمنع روسيا من الاستمرار في إنتاج الأسلحة التي تفتك بالمدنيين الأوكرانيين.
تحذير من استمرار الإنتاج الروسي للصواريخ
وحذر زيلينسكي من أن عدم اتخاذ إجراءات صارمة بحق هذه الجهات سيمنح روسيا قدرة متجددة على إنتاج الصواريخ، ما يعني استمرار الهجمات القاتلة ضد المدن والمنشآت الحيوية في أوكرانيا.
وقال: “إذا لم يتم منع وصول هذه المكونات إلى المصانع الروسية، فإن موسكو ستواصل تصنيع المزيد من الصواريخ، وستتكرر الهجمات الأشد إيلامًا التي نعاني منها باستمرار”.
زيارة إلى لندن واتفاقات عسكرية جديدة
وكان زيلينسكي قد وصل، أمس الإثنين، إلى العاصمة البريطانية لندن، قادمًا من كييف، في زيارة تسبق قمة الناتو، وتندرج ضمن تحركاته الدبلوماسية الرامية إلى حشد المزيد من الدعم السياسي والعسكري لبلاده.
وخلال زيارته، التقى زيلينسكي برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث أعلن الجانبان التوصل إلى اتفاق جديد لتعزيز التعاون الدفاعي بين المملكة المتحدة وأوكرانيا، يشمل مساعدات عسكرية إضافية، وتنسيقًا أوثق في مجال التصنيع الحربي وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
قمة حاسمة في لاهاي
ومن المقرر أن تنعقد قمة الناتو في مدينة لاهاي، وسط أجواء مشحونة بالتوترات الجيوسياسية، وتحديات كبرى تواجه الحلف، على رأسها استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والتداعيات الأمنية والاقتصادية المترتبة عليها.
وتأمل كييف أن تخرج القمة بتوصيات قوية تدعم موقفها عسكريًا وسياسيًا، وتُشدد الضغوط على موسكو، لا سيما من خلال آليات اقتصادية تستهدف سلاسل الإمداد العسكرية الروسية.