في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، دعا حزب الشعب الجمهوري، أبرز أحزاب المعارضة التركية، إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة “في موعد لا يتجاوز نوفمبر/تشرين الثاني 2025″، في تحدٍ مباشر للرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك على خلفية احتجاجات واسعة اندلعت عقب توقيف رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
المعارضة التركية تطالب بانتخابات مبكرة
خلال مؤتمر استثنائي عقده الحزب في أنقرة يوم الأحد (5 أبريل/نيسان 2025)، وجه زعيم الحزب، أوزغور أوزيل، كلمة نارية إلى أردوغان قائلاً: “ستواجهون مرشحنا… ندعوكم للاحتكام مجدداً إلى إرادة الشعب… نحن نتحداكم!”، مردداً شعاراً واضحاً: “نريد مرشحنا إلى جانبنا، وصناديق الاقتراع أمامنا”.

وأضاف أوزيل، في تصريحات أثارت تفاعلاً واسعاً: “إن كنتم شجعاناً، فلتجرؤوا على الانتخابات في الأسبوع الأول من يونيو/حزيران بأقصر جدول زمني. وإن قلتم إنه مبكر جداً، فليكن الموعد في نوفمبر/تشرين الثاني، منتصف ولايتكم!”.
وجاءت الدعوة بعد 10 أيام من احتجاجات شعبية عمت عدة مدن تركية، خصوصاً إسطنبول، رفضاً لقرار السلطات توقيف إمام أوغلو، أحد أبرز وجوه المعارضة، في خطوة اعتبرها الحزب ومناصروه “استهدافاً سياسياً”.
الشارع التركي على صفيح ساخن
ويُظهر هذا التحدي جرأة غير معتادة من المعارضة التركية، التي تسعى لتحويل غضب الشارع إلى زخم انتخابي، خاصة مع تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم اقتصادياً وسياسياً، ولكن السؤال الأكبر: هل سيوافق أردوغان على الدعوة، أم سيواجهها بتشديد القبضة؟
المشهد التركي يشهد تصعيداً غير مسبوق، حيث يترقب المراقبون رد فعل القصر الرئاسي، بينما تستعد المعارضة لمعركة قد تحسم مستقبل البلاد في حال نجحت في فرض الانتخابات المبكرة.

المعارضة التركية تُشعل المواجهة مع أردوغان
في مشهد يُجسّد تصاعد الأزمة السياسية في تركيا، يخوض حزب الشعب الجمهوري معركته الأشرس ضد الرئيس أردوغان، مدعوماً بانتصار ساحق في الانتخابات البلدية الأخيرة وموجة احتجاجات عارمة بعد اعتقال نجمه البارز، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في خطوة أثارت عاصفة محلية ودولية.
وكان حزب الشعب الجمهوري قد تصدر انتخابات مارس/آذار 2024 البلدية بحصده 37.8% من الأصوات، ليسيطر ليس فقط على المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة، بل أيضاً على معاقل تقليدية لحزب العدالة والتنمية الحاكم. هذا الانتصار حوّل الحزب إلى قوة شعبية طاردة لأردوغان، مما أشعل فتيل المواجهة المباشرة.
اعتقال إمام أوغلو الشرارة التي أشعلت الشارع
في 19 مارس/آذار 2025، ألقت السلطات القبض على إمام أوغلو بتهم فساد، وهو المرشح الرئاسي المحتمل للحزب، ووصف الحزب الاعتقال بـ”الانقلاب السياسي”، وقاد احتجاجات ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف في إسطنبول ومدن أخرى، وتم اعتقال نحو 1900 شخص، بينهم طلاب وصحفيون، في حملة قمعية وصفها الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية بـ”القمع المنهجي”.

مؤتمر استثنائي لحزب الشعب الجمهوري
في مؤتمر أنقرة الاستثنائي، انتخب الحزب زعيمه أوزغور أوزيل بالإجماع (1171 صوتاً من 1276)، وسط اتهامات للحكومة بمحاولة “تفكيك الحزب” عبر تحقيقات قضائية، وقال النائب صافي كارايالجين لـ”فرانس برس”: “هذا المؤتمر رسالة تضامن مع إمام أوغلو والمعتقلين”، بينما وصف نائب دياربكر مصطفى أرسلان الاعتقالات بأنها “ظلم بلا عدالة”.

أردوغان يُهدد: “لن يجرؤ أحد على النظر إلى الأمة”
ردّ الرئيس التركي بتصريح مثير في أواخر مارس/آذار، قال فيه: “عندما يُعتقل كبار المسؤولين، لن يتجرأوا حتى على النظر إلى أحبائهم ناهيك عن الأمة”، في إشارة إلى تحقيقات في قضايا فساد قد تطال قيادات في حزب الشعب الجمهوري.
الرهان على الانتخابات المبكرة
بينما تستعد المعارضة التركية لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بدعم جماهيري كبير (15 مليون عضو أيدوا ترشيح إمام أوغلو)، تتصاعد الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة قبل نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بدلا من الانتخابات العامة المقرر لها 2028، ولكن التحدي الأكبر هو موازين القوى حيث تتطلب إجراء الانتخابات المبكرة موافقة البرلمان، في حين أن البرلمان الحالي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية، ما يجعل الموافقة على التقديم مستحيلة دون ضغط شعبي غير مسبوق.
خبير يُحلل: المعارضة التركية تختبر قوتها في الشارع والقضاء
يرى خبير التواصل السياسي إيرين أكسوي أوغلو أن المؤتمر كان محاولة للحزب “لإظهار قوته عبر حشد الأنصار”، خاصة بعد إقالة 7 رؤساء بلديات من أعضائه، بينما تُحذر وسائل إعلام معارضة من أن السلطات تسعى لـ”إفراغ الساحة من خصوم أردوغان”.
لذلك إذا نجحت المعارضة التركية في فرض انتخابات مبكرة، فقد تشهد تركيا تحولاً تاريخياً بزعامة إمام أوغلو، أما في حالة تصاعد القمع، قد ينزلق البلد إلى موجة جديدة من الاحتجاجات والعزلة الدولية.
اقرأ أيضًا:
«هل اندلع الربيع العربي الأمريكي» تظاهر الآلاف ضد دونالد ترامب و1200 تظاهرة قادمة