أعلن الملك عبد الله، ملك المملكة الأردنية الهاشمية خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أن بلاده ستستقبل 2000 طفل من قطاع غزة، في خطوة ضمن تقيدم الدعم للقطاع المدمر إثر الحرب التي استمرت لما يقرب من 15 شهرًا.
الملك عبد الله في البيت الأبيض
وخلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، أكد الملك عبد الله الثاني على موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وكتب على موقع إكس: “هذا هو الموقف العربي الموحد، ويجب أن تكون إعادة بناء غزة دون تهجير الفلسطينيين ومعالجة الوضع الإنساني المزري أولوية للجميع”.
وخلال اللقاء، صرح الرئيس الأمريكي ترامب: “لقد أدلى الملك للتو ببيان – لم أطلب منه أن يفعل ذلك – حول إنقاذ 2000 طفل صغير من قطاع غزة حرفيًا.. نحن نساهم بالكثير من الأموال للأردن ومصر.. ولكنني لست مضطرًا للتهديد بذلك. نحن فوق ذلك”.
وتأتي تصريحات ترامب خلال اللقاء الذي حظى باهتمام دولي كبير، بعدما تراجع عن تهديده أمس بحجب المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يوافقا على استقبال الفلسطينيين.
ولكن لا يزال ترامب مستمرًا في الدعوة إلى نقل سكان غزة وتولي الولايات المتحدة السيطرة على القطاع وسط رفض واسع من الدول والشعوب العربية التي ترفض تصفية القضية الفلسطينية وانتزاع الفلسطينيون من أراضيهم.

اقرأ أيضًا:
«الشيطان لا يموت».. طبيب نتنياهو ينفي إصابته بسرطان البروستاتا
أبرز تصريحات الملك عبد الله في واشنطن
وصف ملك الأردن الرئيس الأمريكي ترامب بأنه “رجل سلام”، وأشاد به لإدخاله وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وأضاف: “نحن نتطلع إلى الولايات المتحدة وجميع أصحاب المصلحة لضمان استمراره”.
كما صرح الملك عبد الله، إنه أكد لترامب أهمية العمل نحو خفض التصعيد في الضفة الغربية. فيما وصف الملك الاجتماع مع ترامب بأنه “بناء”، وأن العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن هي “شراكة من أجل الاستقرار والسلام والأمن المتبادل”.
وعندما سُئل عما إذا كان يوافق على هذه الفكرة، أجاب الملك عبد الله الذي بدا غير مرتاح: “يتعين علي أن أنظر إلى المصالح الفضلى لبلدي”، مشيرًا إلى أن ترامب راض بالفعل عن عرض الأردن باستقبال 2000 مريض من سكان غزة ــ رغم أن هذا لا يمثل سوى 0.1% من مجموع الفلسطينيين الذين يسعى ترامب إلى نقلهم.
وأضاف الملك أن المبادرة الأردنية سوف تتطلب تعاونا من جانب هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تسهيل تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضح: “إن أفضل طريقة لإخراج [2000 طفل من غزة] هي باستخدام طائرات الهليكوبتر لنقلهم مباشرة إلى مؤسساتنا.. من المحتمل أن ترغب العديد من الدول أيضًا في أخذ بعض هؤلاء الأطفال وعلاجهم في مستشفياتها”.
وعندما سُئل مرة أخرى عن مشاعره تجاه خطة الولايات المتحدة للسيطرة على غزة، قال عبد الله إن القادة العرب سيأتون إلى الولايات المتحدة في المستقبل القريب بخطة لغزة.
وكانت القاهرة قد أعلنت بأنها تعتزم تقديم رؤية شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وجاء البيان: “مصر تأمل في التعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “للوصول إلى سلام شامل وعادل في المنطقة”. وهو البيان الذي يتزامن مع مواصلة ترامب الضغط من أجل خطته للسيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه في مصر والأردن المجاورتين على الرغم من رفض الدول العربية.
خطة تدعمها واشنطن وإسرائيل
رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا الادعاءات بأن خطته للسيطرة على غزة ونقل جميع سكانها ترقى إلى التطهير العرقي، ويصر على أن الفلسطينيين يريدون المغادرة.
وصرح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي بجانب الملك الأردني عبد الله: “نحن ننقلهم إلى مكان جميل حيث سيكون لديهم منازل جديدة، حيث يمكنهم العيش بأمان، حيث يوجد أطباء ورعاية طبية وكل هذه الأشياء. سيكون الأمر رائعًا”.
وعندما سُئل كيف يمكنه ببساطة نقل مليوني شخص، رد ترامب: “إنه عدد صغير جدًا من الناس مقارنة بالأشياء الأخرى التي حدثت على مدى العقود والقرون”، وعندما سُئل عما إذا كان سيجبر الفلسطينيين على الخروج إذا لم يرغبوا في مغادرة غزة، رد ترامب: “سيكونون سعداء للغاية”.
وأضاف: “لا يوجد مكان في العالم خطير مثل قطاع غزة. إنهم لا يريدون أن يكونوا هناك. ليس لديهم بديل”، يقول الرئيس الأمريكي”.
وعلى الرغم من زعمه أن الولايات المتحدة ستمتلك القطاع، يؤكد ترامب أنه لن يضطر إلى دفع ثمنه، قائلًا: “لن نشتري أي شيء. سنحصل عليه. سنحتفظ به، وسنتأكد من أن السلام سيكون موجودًا، ولن تكون هناك أي مشاكل، ولن يشكك أحد في ذلك، وسنديره بشكل صحيح للغاية”.
وعندما سُئل عن المكان الذي يريد أن يعيش فيه الفلسطينيون، أجاب ترامب: “الأمر لا يتعلق بالمكان الذي أريدهم أن يعيشوا فيه. سيكون المكان الذي نختاره في النهاية كمجموعة”.
وعندما سُئل عما إذا كان سيفكر في دول أخرى لإيواء سكان غزة، قال ترامب إنه سيفعل، مدعيًا أن العديد من الدول “تريد المشاركة”.