في موقف إنساني لافت، أطلق المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، الإسباني بيب جوارديولا، صرخة مدوية ضد صمت العالم إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قتل وتدمير متواصلين منذ أكثر من 600 يوم، مؤكدًا أن ما يحدث “لا يمكن السكوت عنه”، خاصة عندما يكون الضحايا أطفالاً في عمر الزهور.
جاءت تصريحات جوارديولا خلال خطاب مؤثر ألقاه بعد منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر، حيث اختار أن يستغل المنصة لتوجيه رسالة إنسانية قوية، هاجم فيها تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف واضح تجاه المأساة المستمرة في فلسطين، وتحديدًا في غزة.

بيب جوارديولا: “ما يحدث ليس صراعًا… بل جريمة ضد الإنسانية”
قال بيب جوارديولا في كلمته: “يؤلمني كثيراً ما يحدث في غزة. هذا ليس موضوعًا أيديولوجيًا، ولا جدلًا حول من على صواب أو خطأ. نحن نشاهد أطفالًا في الرابعة والخامسة من العمر يُقتلون تحت القصف، أو يموتون في مستشفيات لم تعد تصلح للحياة”.
وأردف بحزن بالغ: “ما أشاهده يجعلني أشعر بأن جسدي يتألم، هذه الصور ليست بعيدة عنا، وربما يظن البعض أن الأمر لا يعنينا، لكن تأكدوا… قد يكون أطفالنا هم الضحايا القادمون”.
جوارديولا يوجه رسالة تحذير وصرخة ضمير
لم يكتفِ جوارديولا بالتعبير عن الحزن، بل وجّه نداءً حادًا لضمير العالم، مشيرًا إلى أن التزام الصمت في وجه المجازر لا يعفي أحدًا من المسؤولية. وقال:
“يقولون إن تأثيرنا ضئيل، ولكن الحقيقة أن القوة الحقيقية لا تكمن في السلاح، بل في الاختيار، وفي أن نقول لا حين يجب أن نقولها. السكوت خيانة للقيم الإنسانية”.
وأضاف: “منذ بدء الحصار، لا تفارقني صورة أطفالي وأنا أتخيلهم مكان هؤلاء الأطفال في غزة. أنا لا أعيش هناك، ولكن قلبي هناك معهم”.
نداء من مدرب يحمل القيم قبل البطولات
في لحظة مؤثرة، قوبلت كلماته بتصفيق حار من الحاضرين الذين بدت عليهم علامات التأثر الشديد، ليُثبت جوارديولا مرة أخرى أن المواقف الإنسانية لا تقل قيمة عن الإنجازات الرياضية. فقد عرف المدرب الإسباني بمواقفه الداعمة لقضايا إنسانية متعددة، لكن حديثه عن فلسطين حمل هذه المرة نبرة حزن وغضب غير مسبوقة.
بيب جوارديولا: “غزة ليست بعيدة”… والإنسانية لا تعرف الصمت
واختتم جوارديولا كلمته برسالة مباشرة للعالم: “ما نشاهده يوميًا في غزة، وفي السودان، وأوكرانيا، من مشاهد الفظائع، يؤكد أن الألم واحد… وأننا بحاجة لصوت يرتفع، لأيادٍ تتحرك، لضمير يصحو. علينا أن نرفض الصمت في وقت الحاجة”.
يُشار إلى أن خطاب جوارديولا جاء قبيل انطلاق كأس العالم للأندية، الذي يشارك فيه مانشستر سيتي تحت قيادته. وبعيدًا عن الأضواء الرياضية، خطف المدرب الإسباني الأنظار هذه المرة بموقفه الإنساني الشجاع، مؤكدًا أن القضايا الأخلاقية يجب أن تبقى في صدارة الاهتمام، مهما اشتدت صراعات السياسة أو ضجيج الملاعب.
اقرأ أيضًا:
كريستيانو رونالدو: لا أؤمن بالكرة الذهبية.. ونهائي الأمم الأوروبية فرصة لإثبات الذات