أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نفاد صبره إزاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل استمرار الحرب المشتعلة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، مؤكداً أن بلاده تدرس المزيد من الخطوات الصارمة لردع موسكو.

تصريحات حازمة من البيت الأبيض
وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، سُئل ترامب عن موقفه من الرئيس الروسي، فأجاب قائلاً: «نعم، صبري بدأ ينفد نوعاً ما، وبسرعة». وأوضح أن واشنطن لا يمكنها الاكتفاء بالمراقبة، بل «سيتعين علينا أن نكون حازمين للغاية».
اقرأ أيضًا
كارثة في العاصمة المكسيكية.. 3 قتلى وعشرات الإصابات بانفجار صهريج غاز
وأضاف الرئيس الأميركي أنه فرض بالفعل عقوبات على بنوك روسية، وترك باب الخيارات مفتوحاً أمام إجراءات أخرى تشمل قطاع النفط والرسوم الجمركية، مشدداً في الوقت نفسه على أن «الدول الأوروبية لا بد أن تتحمل نصيبها من المسؤولية، وأن تشارك بشكل جدي في هذه الضغوط».
الهند في مرمى العقوبات التجارية
وفي سياق حديثه عن الإجراءات الاقتصادية، لفت ترامب إلى أن الهند – وهي واحدة من أكبر المشترين للنفط الروسي – تواجه رسوماً جمركية بنسبة 50 في المائة على صادراتها المتجهة إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعٍ للضغط على موسكو عبر شركائها التجاريين.
تحركات غربية متزامنة ضد موسكو
على الصعيد الدولي، أعلنت بريطانيا أمس عن حزمة جديدة من العقوبات تستهدف سفناً تنقل النفط الروسي، إلى جانب شركات وأفراد متهمين بتوريد مواد إلكترونية وكيميائية ومتفجرات تدخل في صناعة الأسلحة الروسية.
وفي بروكسل، قرر الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات المفروضة منذ سنوات على مئات المسؤولين والكيانات الروسية بدعوى دعمهم المباشر للحرب على أوكرانيا.
أما اليابان، فقد شددت بدورها إجراءاتها العقابية، إذ جمدت أصول عدد إضافي من الأفراد والكيانات، مع خفض سقف سعر النفط الروسي المستورد.
مناورات روسية – بيلاروسية تثير القلق
بالتوازي مع هذه الضغوط، بدأت روسيا وحليفتها بيلاروسيا أمس مناورات عسكرية واسعة النطاق شملت تدريبات برية وجوية، وهو ما أثار قلق دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتأتي هذه المناورات بعد أيام قليلة من اختراق طائرات مسيّرة للأجواء البولندية، الأمر الذي اعتبرته وارسو انتهاكاً خطيراً لأمنها القومي، ودليلاً على تصاعد المخاطر في شرق أوروبا.
مشهد دولي متوتر
تكشف هذه التطورات عن مشهد دولي معقد تسوده التوترات بين روسيا والغرب، في وقت يزداد فيه الضغط الاقتصادي والعسكري على موسكو.
وبينما يلوّح ترامب بالمزيد من الإجراءات، فإن الخطوات المتزامنة من أوروبا وآسيا تعكس محاولة جماعية لمحاصرة روسيا اقتصادياً وعسكرياً، وسط مخاوف من أن تدفع هذه المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة من التصعيد.