في تطور مفاجئ للمشهد السياسي في نيويورك، أفادت تقارير صحفية أمريكية، عن تحركات من جانب حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدعم المرشح السابق أندرو كومو في سباق عمدة المدينة، في محاولة واضحة لإضعاف فرص المرشح التقدمي زهران ممداني في الفوز بمنصب العمدة في انتخابات نوفمبر المقبل.

ترامب يدعم خصمه السابق
صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت عن لقاء جرى مؤخرًا بين مستشار ترامب، ستيف ويتكوف، وعمدة نيويورك الحالي إريك آدامز، في ولاية فلوريدا. وبينما أوضح المتحدث باسم آدامز أن اللقاء كان بمناسبة عيد ميلاده، فإن التوقيت والمضمون أثارا شكوكًا واسعة، خاصة بعد إعلان آدامز في نفس اليوم أنه سيستمر في سباق العمدة، رغم الضغوط السياسية التي مورست عليه في الكواليس.
في سياق متصل، أثيرت شائعات بأن حملة ترامب عرضت على آدامز مناصب فدرالية مرموقة، من بينها منصب سفير أو وزير، مقابل انسحابه لصالح كومو، إلا أن آدامز نفى هذه المزاعم بشكل قاطع، مؤكدًا تمسكه بترشحه، واعتباره الأقدر على هزيمة التيار التقدمي الذي يمثله ممداني.
المرشح الجمهوري كورتيس سليوا، والذي وُضع اسمه ضمن التكهنات بشأن انسحاب محتمل لصالح كومو، أكد هو الآخر عزمه البقاء في السباق، نافيًا أي عروض تلقاها من حملة ترامب أو محيطه السياسي.
ترامب وتحركات غامضة في سباق عمدة نيويورك
تحركات فريق ترامب أثارت استغرابًا واسعًا حتى داخل الدوائر الجمهورية، إذ أن دعم مرشح ديمقراطي سابق مثل كومو ضد مرشح تقدمي، قد يبدو غير تقليدي، لكن محللين يرون أن ترامب يسعى إلى مواجهة أكثر “سهولة” في انتخابات نوفمبر، يفضل فيها كومو على ممداني، الذي يمثل تيارًا يساريًا قد يشكل تحديًا طويل المدى لحزبه.
الديمقراطيون أنفسهم بدوا منقسمين. شخصيات بارزة مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، لم يعلنوا بعد دعمهم لأي مرشح، في موقف فُسر على أنه تجنب للدخول في صراع داخلي محتدم بين أجنحة الحزب.
حاكمة نيويورك، كاثي هوكول، خرجت عن صمتها محذّرة من “تدخل غير مقبول من حملة ترامب”، وقالت في تصريحات نُشرت عبر وسائل الإعلام المحلية إن “دونالد ترامب ليس صانع ملوك”، داعيةً إلى احترام استقلالية القرار السياسي في المدينة.
من جهته، رد زهران ممداني بشكل مباشر على ما وصفه بـ”التدخلات المريبة“، داعيًا ترامب إلى مناظرة علنية وقال: “إذا كان لديه ما يقول، فليظهر على العلن، بدلًا من إرسال مبعوثين خلف الكواليس”.
هل يُسقط ترامب ممداني بدعم كومو؟
في خضم هذه التطورات، عقد أندرو كومو سلسلة من الاجتماعات مع قيادات دينية ومجتمعية، أبرزها لقاؤه مع القس آل شاربتون، في محاولة واضحة لتأمين دعم القاعدة الإفريقية الأمريكية والنقابات العمالية.
المشهد السياسي في نيويورك بات مفتوحًا على كافة الاحتمالات، مع ترقب لمزيد من التحركات من جانب إدارة ترامب السابقة، وسعي متسارع من كل طرف لتأمين التحالفات الضرورية لحسم واحد من أكثر سباقات العمدة إثارة في تاريخ المدينة الحديث.