كشفت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن تسجيلات صوتية مسرّبة نُسبت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تضمنت تهديدات مباشرة للرئيسين الروسي والصيني، إلى جانب تصريحات مثيرة للجدل بشأن الطلاب الأجانب المؤيدين لفلسطين داخل الجامعات الأميركية.
وبحسب الشبكة، فإن التسجيلات جرت خلال لقاءات مغلقة عقدها ترامب مع كبار ممولي حملته الانتخابية عام 2024، حيث تحدث بصراحة غير معتادة، مقدمًا نفسه كزعيم قوي وقادر على ردع الخصوم الدوليين بعقلية حازمة تختلف عن إدارة الرئيس جو بايدن.
تهديدات صريحة من ترامب لبوتين وشي
في أحد التسجيلات، قال ترامب: “قلت لبوتين: إذا دخلت أوكرانيا، فسأقصف موسكو بقوة شديدة. ليس لديّ خيار آخر”، لافتا إلى أن بوتين لم يصدقه تمامًا، لكنه “صدق بنسبة 10%”.
كما كشف عن توجيهه تحذيرًا مماثلًا للرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن غزو محتمل لتايوان، موضحًا أنه قال له: “إذا هاجمت تايوان، فسوف نقصف بكين”، مضيفًا: “اعتقد أنني مجنون… لكننا لم نواجه أي مشكلة”.
ورأى ترامب أن تلك اللهجة الحازمة ساهمت في تجنب الصراعات خلال فترة ولايته، في حين ألقى باللوم على خلفه بايدن، معتبرًا أن الحرب في أوكرانيا كانت ستُمنع لو استمر في الحكم.
تصريحات مثيرة للجدل حول الطلاب المؤيدين لفلسطين
وتضمنت التسجيلات أيضًا تصريحات متشددة بشأن الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأميركية. حيث قال ترامب: “أي طالب يشارك في احتجاجات سأطرده من البلاد. هؤلاء ارتكبوا خطأ كبيرًا”.
كما تعهد بشن حملة ترحيل موسعة تشمل الطلاب الأجانب المشاركين في تلك الفعاليات، وهو ما يُعيد إلى الأذهان محاولات سابقة لإدارته في تقليص التأشيرات الطلابية لأسباب سياسية.
وفي نقاش مع أحد الممولين، عبّر الأخير عن خشيته من أن يصبح بعض هؤلاء الطلاب جزءًا من “النخبة المستقبلية”، ليرد الرئيس الأمريكي: “إذا فزت، سنُعيد هذا الحراك 25 إلى 30 عامًا إلى الوراء”.
اقرأ أيضًا:
الكرملين يحذّر من تزويد أوكرانيا بالأسلحة.. وترامب يتعهد بدعم دفاعي لكييف
موقف ترامب من روسيا وأوكرانيا
وفي تصريحات لاحقة خلال اجتماع وزاري سابق بالبيت الأبيض، وصف الرئيس الأمريكي العلاقة مع بوتين بأنها “مليئة بالترهات”، مضيفًا: “إنه لطيف للغاية طوال الوقت، لكن يتّضح أن كلامه لا معنى له”.
ورغم لهجته القاسية، أكد الرئيس الأمريكي أنه يدرس مشروع قانون لفرض عقوبات إضافية على روسيا، قائلًا: “أنا أنظر في الأمر بقوة”.
كما أعلن أن الولايات المتحدة سترسل أسلحة دفاعية إضافية لأوكرانيا، رغم تحذيرات الكرملين من أن ذلك “لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب”، وفق تعبيره.

رد الكرملين: نتابع بهدوء
من جانبها، ردت الرئاسة الروسية (الكرملين)، على تصريحات الرئيس الأمريكي، مؤكدة أنها تتعامل معها “بهدوء”، وأعلنت تمسكها بـ”مواصلة الحوار مع واشنطن”، رغم التصعيد اللفظي والميداني.
تأتي هذه التسريبات في توقيت سياسي حساس مع اقتراب السباق الرئاسي الأميركي لعام 2028، وسط تصاعد الجدل حول أسلوب ترامب في إدارة العلاقات الدولية، وتهديداته المباشرة التي أثارت مخاوف من عودة خطاب التهديد والضغط العسكري، في حال عودته للبيت الأبيض.