البقلاوة التركية ليست مجرد حلوى عادية، بل هي قطعة فنية من التراث العثماني العريق. بأوراق العجين الرقيقة، وحشوات المكسرات الغنية، ولمسة العسل أو القطر الذهبي، تحولت هذه الحلوى إلى أيقونة عالمية يتذوقها الناس في الأعياد والمناسبات.

ورغم أن إعدادها يبدو معقدًا، إلا أن اتباع الخطوات الصحيحة يكشف سرّها ويجعلها أقرب إلى تجربة ساحرة في عالم الحلويات.

المكونات الأساسية

لإعداد صينية بقلاوة تقليدية، نحتاج إلى:

• عجين الفيلو (الجلاش): حوالي 500 غرام، جاهز أو مُعد منزليًا.

• المكسرات: كوبان من الفستق الحلبي أو الجوز أو اللوز المفروم.

• الزبدة المذابة: نصف كوب، لدهن طبقات العجين.

• القطر (الشربات): كوب ونصف من السكر، كوب ماء، عصرة ليمون، مع ملعقة صغيرة ماء زهر أو ماء ورد لإضفاء نكهة مميزة.

خطوات التحضير

1. تجهيز العجين:
يُفرد عجين الفيلو برفق، ويُغطى بمنشفة مبللة حتى لا يجف أثناء العمل.

2. دهن الطبقات:
توضع طبقة من العجين في صينية مدهونة بالسمن أو الزبدة، ثم تُدهن بالزبدة المذابة. تُكرر العملية حتى تتكون 10–12 طبقة.

3. إضافة الحشوة:
يُوزع خليط المكسرات المفرومة بالتساوي فوق العجين.

4. الطبقات العلوية:
تُرص طبقات أخرى من الفيلو فوق الحشوة، بنفس طريقة الدهن بالزبدة، حتى يصل العدد الكلي للطبقات إلى 20–25 طبقة.

5. التقطيع قبل الخبز:
تُقطع البقلاوة إلى مربعات أو مثلثات حادة السكين، حتى يسهل تقديمها بعد الخبز.

6. الخبز:
توضع الصينية في فرن متوسط الحرارة (180 درجة مئوية) لمدة تتراوح بين 35–40 دقيقة، حتى تكتسب لونًا ذهبيًا جميلًا.

7. إعداد القطر:
يُغلى السكر مع الماء على نار متوسطة، ثم تضاف عصرة الليمون وماء الزهر، ويُترك ليبرد قليلاً.

8. اللمسة الأخيرة:
بعد خروج البقلاوة من الفرن مباشرة، يُسكب القطر البارد فوقها وهي ساخنة، حتى تمتصه وتصبح لامعة وطرية من الداخل ومقرمشة من الخارج.

نصائح الطهاة

• يجب أن تكون الزبدة أو السمن مذابة وليست ساخنة حتى لا تحترق الطبقات.

• من الأفضل استخدام الفستق الحلبي الأصلي لإعطاء طعم البقلاوة التركية التقليدية.

• يُنصح بترك البقلاوة تبرد تمامًا قبل التقديم حتى تتماسك الطبقات وتصبح سهلة التقطيع.

البقلاوة في العادات والتقاليد

عادةً ما تُقدّم البقلاوة في تركيا خلال الأعياد الدينية، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وكذلك في حفلات الزواج والمناسبات الخاصة. كما أنها تُعتبر هدية فاخرة للأصدقاء والأقارب.

اقرأ أيضًا

المناقيش بالزعتر والجبنة.. فطور شامي يعبر الحدود إلى العالم

إعداد البقلاوة التركية في المنزل تجربة فريدة تجمع بين الصبر والفن. فهي ليست مجرد وصفة، بل طقس احتفالي يربط الماضي بالحاضر، ويمنح كل من يتذوقها فرصة للسفر عبر نكهات التاريخ العثماني إلى حاضر عالمي يعشق هذه الحلوى الذهبية.