كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء البرتغاليين عن نتائج مثيرة للجدل، حيث أظهرت وجود علاقة قوية بين الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية وزيادة خطر الإصابة بالصلع وتساقط الشعر، خاصة بين الرجال.
وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 3.5 لتر من المشروبات الغازية أسبوعياً – أي ما يعادل نحو 11 علبة – معرضون بشكل أكبر لفقدان الشعر بشكل تدريجي وملحوظ.
المشروبات الغازية: عدو خفي لبصيلات الشعر
بحسب الباحثين، فإن التأثير السلبي للمشروبات الغازية على صحة الشعر يعود إلى محتواها العالي من الكافيين والسكر.
إذ يؤدي الكافيين إلى رفع مستويات هرمون التوتر في الجسم، بينما تساهم كميات السكر الكبيرة في إضعاف الدورة الدموية والتسبب بالتهابات داخلية.
وتؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى إضعاف بصيلات الشعر وتسريع عملية التساقط، الأمر الذي يجعل هذه المشروبات بمثابة “عدو خفي” لصحة فروة الرأس والشعر.
دور فيتامين “د” والبروتين في حماية الشعر من الصلع
وأشارت الدراسة إلى أن الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين “د” يلعب دوراً وقائياً أساسياً ضد مختلف أنواع الصلع، بما في ذلك الصلع الوراثي والثعلبة البقعية.
كما أن تناول كميات مناسبة من البروتين يساهم في دعم قوة الشعر وكثافته، ويعزز نموه بشكل صحي. ويؤكد الباحثون أن التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والمعادن قد تشكل خط الدفاع الأول في مواجهة مشكلات تساقط الشعر.
تحليل موسع لآلاف الحالات حول العالم
اعتمدت النتائج على تحليل بيانات أكثر من 61 ألف مشارك في نحو 17 دراسة سابقة أجريت في عدة دول، حيث تبين أن المشروبات الغازية تؤثر سلباً على مختلف جوانب صحة الشعر، بدءاً من الكثافة والنمو ووصولاً إلى السماكة واللمعان.
ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج تتماشى مع أبحاث أخرى تربط بين الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات والدهون وضعف الصحة العامة للشعر.
تعقيدات مشكلة تساقط الشعر
مع ذلك، شدد الباحثون على أن تساقط الشعر مشكلة متعددة الأسباب ولا يمكن اختزالها بعامل واحد فقط، إذ تلعب الوراثة والهرمونات والعمر ونمط الحياة أدواراً محورية في تحديد صحة الشعر.
ورغم أن تقليل استهلاك المشروبات الغازية قد يحد من تفاقم المشكلة، إلا أن الحلول تختلف من شخص لآخر بحسب طبيعة الحالة والأسباب الكامنة وراءها.
توصيات الباحثين للحفاظ على صحة الشعر
أوصت الدراسة بضرورة التقليل من استهلاك المشروبات الغازية والمشروبات الكحولية، والاعتماد على نظام غذائي متوازن غني بالبروتينات والحديد والفيتامينات، وعلى رأسها فيتامين “د”.
كما شددت على أهمية مراجعة طبيب مختص عند ملاحظة تساقط الشعر بشكل غير طبيعي، من أجل تحديد السبب الحقيقي ووضع خطة علاج مناسبة.
رأي الخبراء: التشخيص المبكر أساس العلاج
في السياق ذاته، أكدت الدكتورة يلينا سيوراكشينا، أخصائية الشعر والتغذية والغدد الصماء، أن أولى خطوات التعامل مع مشكلة تساقط الشعر تكمن في التشخيص المبكر والدقيق.
وأوضحت أن الصلع قد يكون منتشراً أو أندروجينياً أو بؤرياً، ولكل نوع أسبابه المختلفة.
ففي حالة الصلع البؤري غالباً ما يكون السبب مناعياً ذاتياً، بينما يرتبط الصلع المنتشر بعوامل مثل فقر الدم، نقص المعادن، التوتر المزمن أو الاستعداد الوراثي.
تحذيرات من العلاج الذاتي دون استشارة طبية
وحذرت سيوراكشينا من اللجوء إلى العلاج الذاتي أو شراء المكملات الغذائية والفيتامينات بشكل عشوائي دون استشارة الطبيب المختص، مشيرة إلى أن الكثير من هذه المكملات قد تكون بلا جدوى وتكلف أموالاً طائلة.
وأكدت أن الفحوصات الطبية المتخصصة، بما في ذلك فحوصات الهرمونات مثل التستوستيرون و”دي إتش تي”، ضرورية لتحديد الأسباب ووضع بروتوكول علاجي فعّال.
تشير هذه الدراسة إلى أن المشروبات الغازية لا تؤثر فقط على الوزن وصحة القلب والأسنان كما هو شائع، بل قد تكون عاملاً رئيسياً في مشكلات تساقط الشعر والصلع.
وهو ما يضع هذه المشروبات تحت دائرة الضوء مجدداً، ويدفع الخبراء إلى التحذير من الإفراط في استهلاكها واعتبارها تهديداً مباشراً لصحة الشعر.
اقرأ ايضًا…أمريكا تسجل أول إصابة بشرية منذ عقود بطفيلي “الدودة الحلزونية”