أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن التوصل إلى تسوية سلمية مع أوكرانيا يتطلب تلبية شرطين رئيسيين لا غنى عنهما، وهما: عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والاعتراف بالواقع على الأرض، في إشارة إلى الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء العملية العسكرية.

وخلال مشاركته في منتدى “وسط المعاني”، شدد لافروف على أن “ضمان أمن روسيا هو مطلب مشروع”، موضحًا أن توسع الناتو حتى حدود روسيا رغم الوعود السابقة يمثل تهديدًا مباشرًا.

اقرأ أيضًا

الولايات المتحدة تدعم محادثات التهدئة بين كمبوديا وتايلاند

نقاتل الغرب منفردين

وفي تصريح لافت، أشار لافروف إلى أن روسيا تخوض الآن حربًا مع الغرب “بمفردها” لأول مرة في تاريخها، مشيرًا إلى أن موسكو كانت تمتلك حلفاء في الحربين العالميتين الأولى والثانية، أما الآن فهي تعتمد على قدراتها الذاتية فقط.

وأضاف أن “أهم مهمة أمام روسيا الآن هي هزيمة أعدائها”، في إشارة إلى خصومها في الغرب الداعم لأوكرانيا.

تبادل الأسرى وغياب الرد الأوكراني

من جانبه، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن أوكرانيا لم ترد بعد على اقتراح روسيا بشأن إنشاء ثلاث مجموعات عمل لمعالجة ملفات تبادل الأسرى والقضايا السياسية والعسكرية والإنسانية، بعد الجولة الثالثة من المفاوضات التي عُقدت في إسطنبول بتاريخ 23 يوليو.

وأكد بيسكوف أن موسكو لا تزال تنتظر ردًا رسميًا من كييف، مشددًا على أن روسيا تفضل دائمًا الوسائل السياسية والدبلوماسية، إلا أن مبادراتها في هذا الاتجاه “رُفضت من قبل كييف والدول الغربية”.

أوروبا مطالَبة بتغيير نهجها

وكانت البعثة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي قد أصدرت بيانًا، الأسبوع الماضي، أكدت فيه أن أي تسوية مستدامة في أوكرانيا لن تتحقق دون اعتراف بروكسل بالأسباب الجذرية للصراع، محملة الاتحاد الأوروبي مسؤولية إشعال فتيل الأزمة. ودعت البعثة الأوروبيين إلى “التخلي عن نهج المواجهة”، والاعتراف بالواقع الحالي.

حزمة العقوبات الـ18: الأشد حتى الآن

وفي المقابل، أعلن الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق حول الحزمة الـ18 من العقوبات ضد روسيا، والتي وصفت بأنها من بين “الأكثر صرامة” حتى الآن، بحسب مفوضة الأمن والخارجية الأوروبية كايا كالاس.

وفي رد مباشر، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب يسعى لاحتواء روسيا وإضعافها عبر العقوبات، لكنها سياسة فاشلة – على حد وصفه – مشيرًا إلى أن تلك العقوبات ألحقت ضررًا جسيمًا بالاقتصاد العالمي.

موسكو: العقوبات تؤذي أوروبا أولاً

ويرى محللون روس أن العقوبات تضر أوروبا والدول الغربية قبل أن تُضعف موسكو، لاسيما في ظل المكانة التي تتمتع بها روسيا في أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي.