كشف مسؤولون أوروبيون، اليوم الأحد، أن أي اتفاق يتم التوصل إليه بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الحرب في أوكرانيا سيكون “عديم الجدوى” في حال تجاهل الدور الأوروبي، مؤكدين أن مستقبل الأمن في أوروبا لا يمكن أن يُحدّد عبر مفاوضات ثنائية فقط، دون إشراك القادة الأوروبيين بشكل مباشر.

رفض لمقايضة الأراضي مقابل وقف القتال

وأشار المسؤولون الأوروبيون إلى أن كييف، بدعم مباشر من العواصم الأوروبية، قدّمت مقترحًا مضادًا للخطة الروسية الأخيرة المتعلقة بوقف إطلاق النار، ويأتي المقترح الأوروبي كرفض قاطع للعرض الروسي القائم على مقايضة أراضٍ في إقليم دونيتسك مقابل وقف العمليات القتالية، معتبرين أن هذا الطرح يتعارض مع مبادئ السيادة الدولية.

دعم عسكري وسياسي غير مشروط لكييف

وفي سياق متصل، شدد أحد كبار المسؤولين الأوروبيين على أن الدعم الأوروبي لأوكرانيا سيستمر دون انقطاع، بما يشمل الإمدادات العسكرية والمساعدات المالية، بغضّ النظر عن أي تغيّرات سياسية في واشنطن أو نتائج القمم المرتقبة، وأوضح أن “الحل السلمي العادل لا يمكن أن يتحقق إلا عبر احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”، ضمن إطار دولي شفاف يمنع فرض حلول أحادية الجانب.

ترامب يخطط للقاء بوتين في ألاسكا

يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعتزم لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ولاية ألاسكا يوم 15 أغسطس الجاري، في قمة غير مسبوقة تأتي وسط تصعيد سياسي ودبلوماسي بشأن الحرب الأوكرانية، ووفق تصريحات نقلها البيت الأبيض، فإن ترامب منفتح على توسيع اللقاء ليشمل قمة ثلاثية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أن الاجتماع الحالي من المقرر أن يُعقد بصيغة ثنائية بناء على طلب بوتين.

ترحيب حذر من القادة الأوروبيين بجهود ترامب

وفي بيان مشترك صدر صباح اليوم، رحب عدد من القادة الأوروبيين بجهود الرئيس ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا، مع تأكيدهم في الوقت نفسه على استمرار الدعم الأوروبي لكييف، البيان، الذي حمل توقيع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، شدد على أهمية الجمع بين المسار الدبلوماسي ومواصلة الضغط على موسكو.

اقرأ أيضًا:

الرئاسة الأوكرانية: وقف إطلاق النار أساس لتحقيق السلام المستدام

دبلوماسية مشروطة واستمرار الإجراءات ضد روسيا

وقال القادة الأوروبيون في البيان: “نحن على أهبة الاستعداد لدعم أي جهود دبلوماسية حقيقية لوقف المذبحة، شريطة أن تُحترم السيادة الأوكرانية، وأن يتم الحفاظ على العقوبات والإجراءات التقييدية المفروضة على الاتحاد الروسي“، وأكدوا أن “نهجًا متوازنًا يجمع بين دبلوماسية فاعلة، ودعم مستمر لأوكرانيا، وضغط سياسي واقتصادي على موسكو هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف”.