أعربت جمهورية مصر العربية، في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، عن إدانتها البالغة واستنكارها الشديد للهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت دور العبادة في قطاع غزة، بما في ذلك المساجد والكنائس، وكان آخرها قصف كنيسة دير اللاتين، إحدى أبرز المعالم الدينية في القطاع، وملاذاً للمدنيين الباحثين عن الأمان وسط ويلات الحرب.

وأكدت مصر أن هذا الاستهداف يمثل جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة التي تتعارض مع كافة المواثيق الدولية والقيم الإنسانية، وعلى رأسها أحكام القانون الدولي الإنساني التي تُحرم المساس بالأماكن الدينية والمقدسات المدنية خلال النزاعات المسلحة.
اقرأ أيضًا
فرنسا تُنهي وجودها العسكري الدائم في السنغال…تسليم آخر قاعدة فرنسية بدكار وبداية مرحلة شراكة جديدة
انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي في ظل صمت المجتمع الدولي
وشدد البيان على أن ما تقوم به إسرائيل من عمليات عسكرية تستهدف المدنيين الفلسطينيين، وتطال بشكل متكرر البنية التحتية المدنية، بما في ذلك دور العبادة، يعكس نهجًا ممنهجًا في خرق قواعد القانون الدولي، خاصة اتفاقيات جنيف التي تُلزم أطراف النزاع بحماية المدنيين ومقدساتهم.
ودعت مصر المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان، إلى التحرك العاجل لوضع حد لتلك الانتهاكات المتكررة، ووقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع المعايير الدولية، مشددة على ضرورة إلزام إسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال وفقًا للقانون الدولي، بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه السكان المدنيين في الأراضي المحتلة.
حماية دور العبادة واجب قانوني وأخلاقي لا يقبل التهاون
أبرزت القاهرة في بيانها أن استهداف أماكن العبادة، سواء كانت مساجد أو كنائس، يُشكل انتهاكًا لحرمتها ويقوض المبادئ الأساسية للتسامح الديني وحرية العبادة. وأضافت أن الاعتداء على كنيسة دير اللاتين يأتي في سياق تصعيد عسكري خطير يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويضاعف من المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة.
وطالبت مصر بـ”ضرورة عدم المساس بأي شكل من الأشكال بالأماكن المقدسة”، مؤكدة أن حماية دور العبادة من مسؤوليات القوة القائمة بالاحتلال، وهي مسؤولية قانونية وأخلاقية لا تقبل المراوغة أو التجاهل.
تجديد الدعوة لوقف إطلاق النار وتفعيل المسار السياسي
واختتمت مصر بيانها بالتأكيد على أن استمرار الحرب واستهداف المدنيين والمنشآت الحيوية يعرقل أي فرصة لتحقيق السلام ويُهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها. وجددت دعوتها إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار، وإفساح المجال أمام الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحياء مسار السلام واستئناف المفاوضات على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.