كشفت وسائل إعلام صينية عن خطط أمريكية تهدف إلى نشر أجهزة تشويش أمريكية متطورة لتعطيل إشارات الأقمار الصناعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” السبت 11 يناير2025.
أمريكا تنشر أجهزة تشويش أمريكية متطورة
وأفادت الصحيفة بأن هذه الخطوة، التي تأتي ضمن جهود قوة الفضاء الأمريكية، قد تؤدي إلى تصعيد التوترات بين واشنطن وبكين، مما يفتح الباب أمام احتمال اندلاع حرب إلكترونية.
التحذيرات جاءت في ظل الحديث عن عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى السلطة في الـ20 من يناير الجاري، وهو ما قد يضيف بُعدًا جديدًا للتوترات القائمة بين البلدين.

ونقلت الصحيفة عن كيلي هاميت، مدير مكتب القدرات الفضائية السريعة الأمريكي، قوله الشهر الماضي إن الأنظمة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم “المحطات الطرفية المعيارية البعيدة”، تهدف إلى تنفيذ “عمليات هجومية دقيقة ضد الأعداء”.
وتركز هذه الأنظمة على تعطيل شبكة الأقمار الصناعية الصينية المتطورة، وخاصة سلسلة أقمار “ياوقان”، التي تتميز بقدرتها الفائقة على تتبع الأجسام الصغيرة بحجم سيارة من الفضاء، والتي تتيح مراقبة مستمرة لمنطقة القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، ما يمنح الصين القدرة على اكتشاف واستغلال نقاط ضعف محتملة في أي مواجهة مستقبلية مع الولايات المتحدة.
الخطط الأمريكية تكشف عن استراتيجية جديدة قد تعيد رسم معادلة التوازن في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته تنذر باحتمالات تصعيد قد تتجاوز حدود الحرب الإلكترونية إلى مواجهة أوسع نطاقًا بين أكبر قوتين عالميتين.
أجهزة تشويش أمريكية قد تشعل صراعاً فضائياً مع الصين وروسيا
ذكرت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير أجهزة تشويش متقدمة، تشبه أطباق استقبال الأقمار الصناعية بقطر يصل إلى 10 أقدام، بهدف تعطيل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية عن طريق إغراق الموجات الهوائية بإشارات متداخلة.
وستكون هذه الأجهزة الجديدة، المعروفة باسم “المحطات الطرفية المعيارية البعيدة” (RMT)، جزءًا من نظام متكامل يشمل الأنظمة الحالية، مثل “نظام الاتصالات المضادة” الشامل، ونظام متوسط الحجم يعرف باسم “Meadowlands”، وكلاهما يُستخدم حاليًا من قبل قوة الفضاء الأمريكية.
يمثل تطوير هذه التكنولوجيا استجابة مباشرة للتحديات المتزايدة في الفضاء من جانب الصين وروسيا. ففي منتدى الأمن السنوي الذي عقدته مؤسسة ASPEN، أشار الجنرال ستيفن وايتينج، قائد قيادة الفضاء الأمريكية، إلى أن الصين أطلقت مئات الأقمار الصناعية إلى المدار بهدف تعقب القوات الأمريكية وحلفائها واستهدافهم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
أما روسيا، فهي تمتلك بدورها منظومة فضائية متطورة تشمل أسلحة مضادة للأقمار الصناعية، وصواريخ مباشرة الصعود، إضافة إلى أقمار اتصالات مثل “ستارلينك”، التي تعاقدت عليها لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا. كما أطلقت موسكو أقمارًا صناعية ذات قدرات هجومية محتملة.
تحذيرات من تسليح الفضاء
وفي وقت سابق من هذا العام، أثارت الاستخبارات الأمريكية مخاوف من محاولات روسيا تطوير سلاح نووي فضائي مضاد للأقمار الصناعية. على الرغم من نفي موسكو لهذه المزاعم، إلا أن التوترات المتصاعدة تعكس سباقًا محمومًا نحو عسكرة الفضاء، مما ينذر بعواقب غير مسبوقة.
التحركات الأمريكية لتعزيز قدراتها الفضائية تأتي في سياق منافسة شديدة، وسط تحذيرات من أن تصعيد هذه الإجراءات قد يؤدي إلى تصادم مباشر بين القوى الكبرى، مع تداعيات قد تتجاوز حدود الفضاء.
اقرأ أيضًا:
رئيس الوزراء القطري يلتقي المبعوث الأمريكي المقبل للشرق الأوسط