مرض الشقيقة، المعروف أيضًا باسم الصداع النصفي (Migraine) هو اضطراب عصبي شائع يسبب صداعًا شديدًا ومتكررًا. وغالبًا ما يصيب جانبًا واحدًا من الرأس، لكنه قد يمتد إلى كلا الجانبين.
ويتميز الصداع النصفي بمجموعة من الأعراض التي تختلف من شخص لآخر، ويمكن أن تكون الأعراض منهكة وتؤثر على جودة الحياة.
أعراض مرض الشقيقة (الصداع النصفي)
تختلف أعراض الإصابة بمرض الشقيقة أو ما يُعرف بالصداع النصفي من شخص لأخر، كما أن الأعراض تختلف من نوع إلى أخر، ولكن بشكل عام يمكن تلخيص الأعراض كالتالي:
الصداع: ألم نابض أو شديد، يتركز عادةً في جانب واحد من الرأس.
الغثيان والتقيؤ: شائعان أثناء نوبة الصداع.
حساسية للضوء والصوت: يتجنب المرضى الأماكن المضيئة والصاخبة.
الأورة: قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض بصرية أو حسية قبل نوبة الصداع، مثل رؤية أضواء وامضة أو خطوط متعرجة.
الإرهاق والدوار: يمكن أن تستمر بعد انتهاء الصداع.
أسباب الإصابة بالصداع النصفي
السبب الدقيق للإصابة بالصداع النصفي (الشقيقة) غير معروف، لكن هناك عدة عوامل قد تسهم في حدوثها:
عوامل وراثية: إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالشقيقة.
التغيرات الهرمونية: خاصة عند النساء أثناء الدورة الشهرية أو الحمل.
الضغوط النفسية: التوتر والقلق قد يزيدان من احتمال الإصابة.
النظام الغذائي: بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة، الكافيين، والأطعمة المالحة. وقلة النوم أو الإفراط فيه.
عوامل بيئية: تغيرات الطقس أو التعرض للضوء الساطع.

العلاج والوقاية
تختلف علاجات الشقيقة بحسب شدة الألم المصاحب للنوبة التي تصيب المريض، ويمكن أن يكون العلاج الدوائي أسرع العلاات المتوفرة للصداع النصفي والتي تنقسم إلى :
الأدوية المسكنة: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
أدوية الصداع النصفي: مثل التريبتانات التي تُستخدم لتخفيف الأعراض.
العلاج الوقائي: أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للصرع.
ويمكن الوقاية من الإصابة بالصداع النصفي أو تقليل النوبات من خلال تجنب المحفزات (مثل بعض الأطعمة أو الضغوط النفسية)، وتنظيم النوم والنظام الغذائي. وممارسة الرياضة بانتظام. وإدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء.
أنواع مرض الشقيقة (الصداع النصفي)
مرض الشقيقة (الصداع النصفي) ينقسم إلى عدة أنواع بناءً على الأعراض التي تظهر أثناء النوبة. معرفة النوع تساعد في التشخيص وتحديد العلاج الأنسب. وفيما يلي الأنواع الرئيسية:
الشقيقة مع الأورة (Migraine with Aura)
يُعرف أيضًا بالصداع النصفي الكلاسيكي، ويتميز بظهور الأورة، وهي أعراض تحذيرية تسبق الصداع، وقد تكون:
بصرية: مثل رؤية أضواء وامضة، أو خطوط متعرجة.
حسية: مثل الشعور بوخز أو تنميل.
نطقية: صعوبة في الكلام أو التعبير.
وتستمر الأورة تستمر عادةً من 5 إلى 60 دقيقة قبل بدء الصداع.
الشقيقة بدون أورة (Migraine without Aura)
يُعرف بالصداع النصفي الشائع، وهو أكثر أنواع الشقيقة شيوعًا. ولا تسبق الصداع أي أعراض تحذيرية. ويتميز بصداع نابض، غالبًا في جانب واحد من الرأس، مصحوب بالغثيان والحساسية للضوء والصوت.

الشقيقة المزمنة (Chronic Migraine)
تُشخص عندما تحدث نوبات الصداع النصفي لأكثر من 15 يومًا في الشهر لمدة 3 أشهر على الأقل. وقد يكون الصداع أقل حدة، لكنه يحدث بتواتر مرتفع. وغالبًا ما يرتبط بالإفراط في استخدام الأدوية المسكنة.
الشقيقة البطنية (Abdominal Migraine)
تحدث غالبًا عند الأطفال، لكن يمكن أن تصيب البالغين أيضًا. وبدلاً من الصداع، يعاني المصاب من آلام شديدة في البطن، وغثيان وتقيؤ. وقد تكون مقدمة للإصابة بالصداع النصفي التقليدي في المستقبل.
الشقيقة العينية (Ophthalmic Migraine)
وتُعرف أيضًا بـ “الشقيقة الشبكية”. وتسبب أعراضًا بصرية مؤقتة مثل: (فقدان مؤقت للبصر في عين واحدة- رؤية ومضات أو نقاط عمياء- الصداع) وقد يكون خفيفًا أو غائبًا في هذا النوع.
الشقيقة القاعدية (Basilar Migraine)
نادرة جدًا وتحدث بسبب اضطراب في شريان القاعدة في الدماغ. وتشمل الأعراض: (دوار- صعوبة في الكلام – ضعف في التنسيق الحركي – فقدان الوعي في بعض الحالات).
الشقيقة الصامتة (Silent Migraine)
تُعرف أيضًا بشقيقة بلا صداع، وتحدث فيها أعراض الأورة دون أن يتبعها صداع. تشمل الأعراض البصرية والحسية دون ألم في الرأس.
الشقيقة الحيضية (Menstrual Migraine)
مرتبطة بالتغيرات الهرمونية عند النساء. وتحدث عادةً أثناء الدورة الشهرية أو قبيلها.
الشقيقة الحادة عند الأطفال (Acute Migraine in Children)
تصيب الأطفال وتتميز بنوبات قصيرة نسبيًا مقارنةً بالبالغين. وقد تكون مصحوبة بالتقيؤ المتكرر أو الدوران.
اقرأ أيضًا:
«داء الكيسات المذنبة» 50 مليون مصاب سنويَا بمستعمرات الديدان داخل الجسم البشري

العلاجات البديلة للصداع النصفي
العلاجات البديلة للصداع النصفي تشمل مجموعة من الأساليب غير الدوائية التي تهدف إلى تخفيف الأعراض أو تقليل تكرار النوبات. هذه العلاجات قد تكون فعالة عند دمجها مع العلاجات الطبية التقليدية أو عند استخدامها بمفردها في بعض الحالات. إليك أهم العلاجات البديلة:
العلاج بالتغذية
تجنب المحفزات الغذائية: مثل الكافيين، الشوكولاتة، الجبن القديم، والمضافات الغذائية (كالمواد الحافظة).
تناول المغنيسيوم: المغنيسيوم يمكن أن يقلل من تكرار نوبات الصداع. يتوفر في المكسرات، الحبوب الكاملة، والخضروات الورقية.
الريبوفلافين (فيتامين B2): يمكن أن يساعد في تقليل حدة وتكرار النوبات.
الوخز بالإبر (Acupuncture)
يُعتقد أن الوخز بالإبر ينظم تدفق الطاقة في الجسم، وقد أظهرت الدراسات تحسنًا في شدة وتكرار الصداع النصفي لدى بعض المرضى.
العلاج بالارتجاع البيولوجي (Biofeedback)
تقنية تعلم الشخص التحكم في وظائف جسده (مثل التوتر العضلي أو ضغط الدم) لتقليل التوتر الذي قد يسبب الصداع.
العلاج بالتدليك
تدليك الرقبة والكتفين يمكن أن يقلل من التوتر العضلي الذي يسبب الصداع النصفي. ويساعد أيضًا في تحسين تدفق الدم وتخفيف التوتر النفسي.
الزيوت العطرية (Aromatherapy)
بعض الزيوت مثل زيت النعناع وزيت اللافندر تُستخدم لتخفيف الصداع. وتُطبق موضعيًا على الجبين أو تُستنشق.
العلاج بالأعشاب والمكملات
الزنجبيل: يقلل من الغثيان المرتبط بالصداع النصفي.
عشبة الأقحوان: قد تساعد في تقليل تكرار النوبات.
جذور الزبدة: أظهرت بعض الدراسات فعاليتها في الوقاية من الشقيقة.