أعلنت وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد أن وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، قد توجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة رسمية بوقت يشهد توترًا سياسيًا على خلفية اقتراح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول عربية، بما في ذلك مصر والأردن.

أهداف زيارة وزير الخارجية
جاء هذا الإعلان في بيان رسمي أوردته وزارة الخارجية، حيث أوضح أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، فضلاً عن التشاور حول آخر التطورات الإقليمية في المنطقة.
وزير الخارجية سعقد لقاءات مع كبار المسؤولين
وأشار البيان إلى أن الوزير عبد العاطي سيعقد لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة وأعضاء الكونغرس، وذلك في إطار تعزيز التواصل بين البلدين وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. ولفت إلى أن الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث تزداد المخاوف في العالم العربي بشأن اقتراح ترامب الذي يهدف إلى نقل الفلسطينيين من غزة إلى دول عربية، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من دول المنطقة.
اقرأ أيضًا
مصر تستضيف قمة عربية طارئة في القاهرة لبحث التصعيد في القضية الفلسطينية
قمة عربية طارئة بالقاهرة
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، أكدت الخارجية المصرية أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 فبراير الجاري، وذلك لبحث التطورات الخطيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وسط انتقادات واسعة من الدول العربية والإسلامية للمقترحات التي طرحتها الإدارة الأمريكية السابقة. وتهدف القمة إلى توحيد المواقف العربية بشأن مستقبل القضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لتغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي الفلسطينية.
جدير بالذكر أن اقتراح ترامب القاضي بتسليم “السيطرة على قطاع غزة” للولايات المتحدة وتحويله إلى ما وصفه بـ “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى مثل مصر والأردن، قد لاقى ردود فعل غاضبة من معظم الدول العربية والمجتمع الدولي. واعتبر العديد من المنتقدين أن هذه الخطة تعادل تطهيرًا عرقيًا وغير قانونية بموجب القانون الدولي، فيما أكدوا على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
رفض مصري لتهجير الفلسطينيين
وفي هذا السياق، كانت مصر قد أكدت يوم الجمعة أنها كثفت اتصالاتها مع العديد من الدول العربية، بما في ذلك الأردن والسعودية والإمارات، من أجل تأكيد الموقف العربي الموحد الرافض لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة. كما أن مصر تتعاون مع دول أخرى لمناقشة كيفية إعادة إعمار قطاع غزة وإزالة الدمار الكبير الذي خلفته الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من القطاع.
وفي ظل هذه الأوضاع المعقدة، تواصل مصر مساعيها لتوحيد الصف العربي والضغط على المجتمع الدولي للتوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية، قائم على مبدأ حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والمبادرات الدولية.