سجلت مبيعات السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم ارتفاعًا كبيرًا خلال العام الماضي، حيث بلغت المبيعات 10.4 مليون سيارة، بزيادة تقدر بنحو 14% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة الاستشارات الإدارية العالمية “برايس ووترهاوس كوبرز”.

السوق الصينية تحصل على الحصة الأكبر من مبيعات السيارات الكهربائية
وقد شهدت الأسواق الـ21 التي شملتها الدراسة نموًا ملحوظًا، حيث هيمنت السوق الصينية على الحصة الأكبر من المبيعات، إذ استحوذت على حوالي ثلثي إجمالي المبيعات العالمية بواقع 6.7 مليون سيارة كهربائية. وقد شهدت الصين نموًا بنسبة تزيد عن 20% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس تزايد الطلب على السيارات الكهربائية في أكبر سوق سيارات في العالم.
اقرأ أيضًا
ارتفاع صادرات اليابان إلى 691 مليار دولار في 2024
في المرتبة الثانية، جاءت الولايات المتحدة الأمريكية بمبيعات بلغت 1.2 مليون سيارة كهربائية، مسجلة زيادة بنسبة 7.4% عن العام السابق.
تلتها المملكة المتحدة التي حققت مبيعات 382 ألف سيارة كهربائية، مما يمثل زيادة بنسبة 21% عن العام الماضي.
ألمانيا تشهد تراجع في مبيعات السيارات الكهربائية
وعلى الرغم من هذه الزيادة الملحوظة في مبيعات السيارات الكهربائية في العديد من الأسواق العالمية، إلا أن ألمانيا شهدت تراجعًا كبيرًا في المبيعات، حيث تراجعت إلى المركز الرابع بمبيعات بلغت 381 ألف سيارة كهربائية، مسجلة انخفاضًا كبيرًا بنسبة 27% مقارنة بالعام السابق. هذا التراجع يرجع إلى إلغاء الحكومة الألمانية لحوافز شراء السيارات الكهربائية في العام الماضي، وهو ما أثّر بشكل كبير على الطلب في السوق.
وفي السياق نفسه، شهدت بعض الأسواق الأوروبية الأخرى مثل فرنسا والنمسا وإيطاليا وسويسرا والسويد انخفاضًا في مبيعات السيارات الكهربائية، إلا أن هذه الانخفاضات كانت أقل حدة من تلك التي شهدتها ألمانيا. ومع ذلك، فإن هذا التراجع في بعض الأسواق الأوروبية لم يؤثر على إجمالي النمو العالمي في مبيعات السيارات الكهربائية، الذي ظل مستمرًا في التزايد.
وبحسب يورن نويهاوزن، الخبير في سوق السيارات الكهربائية لدى شركة ستراتيجي آند التابعة لـ”برايس ووترهاوس كوبرز”، فإن سوق السيارات الكهربائية يعتمد بشكل كبير على العوامل الخارجية مثل الحوافز الحكومية وبرامج الدعم الموجهة لشراء السيارات الكهربائية. وأشار نويهاوزن إلى أن المبيعات القوية في الصين في نهاية العام قد تكون مرتبطة بتقديم الحكومة الصينية لحوافز تهدف إلى تشجيع المواطنين على استبدال سياراتهم القديمة بسيارات كهربائية.
وفيما يتعلق بأداء الاتحاد الأوروبي بشكل عام، أفادت شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” أن ضعف المبيعات في ألمانيا كان له تأثير سلبي على زخم سوق السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، أشارت إلى أن العديد من الشركات المصنعة للسيارات قد أرجأت بيع بعض السيارات الكهربائية من العام الماضي إلى العام الحالي، بهدف الوفاء باللوائح البيئية المشددة المتعلقة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ستدخل حيز التنفيذ في 2025.

ونتيجة لهذه التطورات، تتوقع شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” أن يشهد العام الجديد 2025 زيادة ملحوظة في تسجيلات السيارات الكهربائية، حيث من المتوقع أن يزداد الطلب مع قرب دخول اللوائح البيئية الأكثر صرامة حيز التنفيذ، مما سيزيد من الإقبال على السيارات الكهربائية في أسواق متعددة حول العالم.