زعم باحث من جامعة هارفارد أن ثلاث فواكه شهيرة يمكن أن تكون ضارة بصحتك وتتسبب في زيادة وزنك.
ووفقًا لتصريحات الدكتور نيك نورويتز، الباحث في مجال الصحة الأيضية، أن المحتوى العالي من السكر في بعض الفواكه يمكن أن يكون ضارًا بالتمثيل الغذائي وقد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان – وهي وجهة نظر مثيرة للجدل لا تدعمها أدلة قاطعة.
باحث من جامعة هارفارد يكشف أنواع الفاكهة الخطيرة “المانجو”
ويقول الباحث في تصريحاته بأن هناك ثلاث أنواع محددة من الفاكهة ضارة للغاية، وذلك بسبب احتوائها على مستويات عالية من الفركتوز – السكريات الطبيعية – مقارنة بالفواكه الأخرى، والتي يمكن أن تسبب “ضررًا للأمعاء الدقيقة وكذلك الكبد”.
وصرح لشبكة فوكس نيوز: “إن الأراء التي تقول بأن الفاكهة طبيعية وبالتالي صحية “هي تبسيطات ضارة للغاية”، تتمتع الفواكه المختلفة بخصائص مختلفة تتفاعل مع السمات الفريدة للأفراد”.
ويقول الدكتور نيك، على سبيل المثال، فإن “المانجو” تحتوي على أعلى مستويات الفركتوز – بحوالي 30 جرامًا في المانجو كاملة الحجم مقارنة بالتفاحة التي تحتوي على حوالي 12.5 جرامًا.
واستشهد بدراسة أجريت عام 2021 ونشرت في مجلة Nature وجدت أدلة على أن الإفراط في تناول الفركتوز يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسرطانات المرتبطة بها، مثل سرطان القولون والمستقيم.
ومع ذلك، نظرت تلك الدراسة في الفئران التي تغذت على شراب الذرة عالي الفركتوز، والذي يختلف عن الفركتوز الموجود بشكل طبيعي في الفاكهة، لأنه لا يحتوي على نشا الذرة والجلوكوز.
واكتشف الباحثون أن الفئران التي تغذت على شراب الذرة عالي الفركتوز لمدة أربعة أسابيع كان لديها الزغابات (النتوءات الشبيهة بالأصابع التي تمتص العناصر الغذائية من الطعام) داخل أمعائها الدقيقة أطول بنحو 40 في المائة من نظيراتها.
كما اكتسب أولئك الذين تغذوا على شراب الذرة عالي الفركتوز وزنًا وكتلة دهون أكبر بشكل ملحوظ. وخلص العلماء إلى أن الفركتوز يحسن بقاء الخلايا في الزغابات مما تسبب في إطالتها.

ومع وجود عدد كبير من الخلايا وزغابات أطول، يمتص الجسم المزيد من العناصر الغذائية. وقد يؤدي هذا إلى زيادة امتصاص الدهون وزيادة الوزن عند الجمع مع نظام غذائي عالي الدهون.
كما فحص العلماء تأثيرات الفركتوز على خلايا سرطان القولون والمستقيم واكتشفوا أنه يمكن أن يزيد من نمو الورم من خلال مساعدة الخلايا السامة على العيش لفترة أطول في الجسم.
بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الفركتوز يمكن أن يسبب الضرر، وجدت مراجعة الأدبيات لعام 2014 من قبل المعهد الوطني للطب أن الفركتوز ليس له تأثيرات محددة على الجسم يمكن أن تسبب زيادة الوزن مقارنة بتناول السكر من مصادر أخرى.
في الواقع، يشير الخبراء في جمعية القلب الأمريكية إلى أن “المانجو” تحتوي على أكثر من 20 فيتامين ومعادن، بما في ذلك جرعات عالية من فيتامينات أ و ج، ومحتوى عالي من الألياف وأطنان من مضادات الأكسدة وهي مفيدة للوقاية من سرطان القولون وأمراض القلب والتحكم في الوزن.
والفاكهة بشكل عام مفيدة أيضًا على نطاق واسع لحركات الأمعاء المنتظمة والهضم بسبب محتواها العالي من الألياف وهي مليئة بالفيتامينات التي تساعد على تحسين صحة العين وتعزيز جهاز المناعة من خلال مضادات الأكسدة وتنظيم ضغط الدم.
والفركتوز هو سكر يوجد بشكل طبيعي في الفواكه وبعض الخضروات والعسل. كما يُضاف عادةً إلى الأطعمة المصنعة في شكل شراب الذرة عالي الفركتوز.
ويستخدم المصنعون شراب الذرة عالي الفركتوز لصنع المشروبات المحلاة بالسكر والأطعمة المصنعة للغاية مثل الصودا وحبوب الإفطار ومنتجات الألبان مثل الزبادي والحلوى.
المانجو والجاك فروت
بعد المانجو، لاحظ الدكتور نيك، أن “الجاك فروت” يحتوي على حوالي 15.2 جرامًا من الفركتوز في الكوب مقارنة بكوب من التوت الأزرق الذي يحتوي فقط على 7.6 جرام.
وأصبحت الفاكهة شائعة بشكل لا يصدق في السنوات الأخيرة كبديل للحوم النباتية نظرًا لأن قوامها يشبه إلى حد كبير اللحوم المشوية. ومع ذلك، قد يُنصح أولئك الذين يعانون من مرض السكري أو المعرضين لخطر انخفاض مستويات السكر في الدم بالابتعاد عن الجاك فروت.
اكتشفت دراسة أجريت عام 2021 ونشرت في مجلة Scientific World Journal ، أن مستخلص الجاك فروت قد يزيد من مستويات الأنسولين ويخفض مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير – مما يخلق خطرًا على أولئك الذين يعانون من مستويات سكر متقلبة.
وجد الباحثون أن الفئران التي تم تغذيتها بمستخلص أوراق الجاك فروت كان لديها مستويات مرتفعة من الأنسولين ومستويات منخفضة من الجلوكوز في الدم مقارنة بالفئران الأخرى التي تناولت نظامًا غذائيًا تحكميًا.
وخلص العلماء إلى أن مستخلص أوراق الجاك فروت يحتوي على مركبات الفلافونويد التي قد تساعد في منع موت الخلايا في البنكرياس، وهو العضو الذي ينتج الأنسولين، وبالتالي زيادة إنتاج الأنسولين في الجسم وخفض نسبة السكر في الدم.
يمكن أن يؤدي الانخفاض المفاجئ في نسبة السكر في الدم إلى صعوبة التركيز والدوخة وألم الصدر والنوبات. على المدى الطويل، يمكن أن يسبب أيضًا تلفًا في الدماغ وأحيانًا الموت.
على الرغم من ذلك، يُعرف عن الجاك فروت أنه مصدر جيد لفيتامين سي، وهو مضاد للأكسدة قوي ضروري لنظام مناعي صحي.
ومن المعروف أيضًا أنها تنتج مواد تسمى المواد الكيميائية النباتية (مركبات كيميائية نباتية)، مثل الفلافونويد والسابونين والعفص التي لها فوائد في مكافحة السرطان، مثل منع تكوين خلايا السرطان في جسمك.
وعلى الرغم من اكتسابها لسمعة طيبة كبديل للحم الخنزير أو الدجاج في العديد من الأطباق الرئيسية، إلا أن الجاك فروت لا يمكنها منافسة هذه المنتجات الحيوانية من حيث البروتين.
يحتوي كوب واحد من الجاك فروت النيء على أقل من ثلاثة جرامات من البروتين بينما يحتوي كوب من اللحوم اليومية النموذجية مثل الدجاج على 38 جرامًا.
العنب واحد من ثلاث أنواع فاكهة خطيرة
وأخيرًا، حذر خبير التمثيل الغذائي من مخاطر العنب بسبب محتواه العالي من السكر. فبغض النظر عن اللون، يحتوي العنب على 12.3 جرامًا من الفركتوز لكل كوب مقارنة بالموز الذي يحتوي على 5.7 جرام فقط من الفركتوز.
إن تناول الكثير من العنب في وقت واحد يمكن أن يتسبب في عدم امتصاص الجسم للفركتوز بكفاءة ويؤدي إلى الانتفاخ والغازات واضطراب المعدة، خاصة إذا تم تناوله على معدة فارغة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعفص الموجود في العنب أيضًا أن يهيج بطانة المعدة، مما قد يسبب عدم الراحة والإسهال لدى بعض الأشخاص. لكن أظهرت الأبحاث السابقة أن تناول العنب يدعم صحة القلب وتحسين الذاكرة.
تشمل بعض الفواكه منخفضة الفركتوز التوت والكيوي والفواكه الحمضية والفواكه غير الحلوة منخفضة الكربوهيدرات مثل جوز الهند والأفوكادو والزيتون. وتوصي وزارة الزراعة الأمريكية بأن يتناول البالغون من 1.5 إلى 2 كوب من الفاكهة يوميًا.