بعد هجوم باهالغام، هددت باكستان اليوم الخميس، بتعليق مشاركتها في جميع الاتفاقيات الثنائية مع الهند، بما في ذلك اتفاقية شيملا لعام 1972، في خطوة انتقامية بعد أن أعلنت الهند تعليق مشاركتها في معاهدة مياه نهر السند وإغلاق الحدود البرية في اليوم السابق.
واتفاقية شيملا هي اتفاقية سلام وقعتها الدولتان بعد أشهر قليلة من استقلال بنغلاديش عن باكستان.

اقرأ أيضًا
الرئيس الأوكراني يتّهم روسيا بخرق هدنة عيد الفصح
باكستان تهدد بتعليق الاتفاقيات مع الهند
في بيان صدر عقب اجتماع لجنة الأمن القومي، أعلى هيئة مدنية وعسكرية لصنع القرار في باكستان، حذّرت باكستان الهند من أن أي انقطاع في إمدادات المياه سيُعتبر “عملاً حربياً”، مضيفةً أنها مستعدة للرد “بكل قوة عبر كامل نطاق السلطة الوطنية”.
ترأس اجتماع لجنة الأمن القومي، الذي عُقد يوم الخميس في إسلام آباد، رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، إلى جانب مسؤولين حكوميين آخرين وقادة قواتها العسكرية.
جاء بيان مجلس الأمن القومي متماشياً مع الإجراءات التي أعلنتها الهند يوم الأربعاء، وشمل إغلاق معبر واغا الحدودي “بأثر فوري”، وتعليق وإلغاء تأشيرات رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي للمواطنين الهنود (باستثناء الحجاج السيخ).
كما تم تصنيف مستشاري الدفاع الهنود كأشخاص غير مرغوب بهم في باكستان، وتقليص عدد موظفي المفوضية العليا الهندية، وإغلاق المجال الجوي الباكستاني أمام شركات الطيران الهندية، وتعليق جميع أشكال التجارة مع الهند.

رد الهند على هجوم بهالغام
تأتي هذه الخطوات في أعقاب رد الهند على هجوم يوم الثلاثاء على السياح في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً على الأقل.
وعقب اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأربعاء، برئاسة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أعلنت الحكومة الهندية عن سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك تعليق مشاركتها في معاهدة مياه نهر السند، التي مضى عليها 65 عاماً، وهي اتفاقية تسمح لكلا البلدين بري أراضيهما الزراعية.
في مؤتمر صحفي، أعلن وزير الخارجية الهندي فيكرام مصري، إغلاق الحدود مع باكستان، وخفض عدد الموظفين الدبلوماسيين الهنود في باكستان، وأمر المواطنين الباكستانيين المشمولين باتفاقية رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي بمغادرة البلاد في غضون 48 ساعة، وطرد الملحقين العسكريين الباكستانيين العاملين في الهند.
وقد فسر هذا الرد على أنه اتهام من الهند لباكستان بالمسؤولية عن الهجوم في كشمير.

لطالما كانت منطقة كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا بؤرة توتر بين البلدين منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني عام 1947، حيث تسيطر كل دولة على أجزاء من كشمير، لكنها تدعي ملكيتها الكاملة. ومنذ الاستقلال، خاضت الدولتان النوويتان المتجاورتان أربع حروب، ثلاث منها بسبب كشمير.
وصف وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء، الخطوات الهندية بأنها “غير ناضجة ومتسرعة” في مقابلة تلفزيونية مساء الأربعاء.
كما رفض وزير الدفاع خواجة آصف اتهام الهند لباكستان بالتورط في الهجوم، قائلًا: “ادعاء الهند لباكستان بشأن حادثة باهالغام غير مناسب. لا مجال للشك في إدانتنا الشديدة للإرهاب”.