وجه طبيب عام بريطاني تحذيرًا جديًا بشأن تناول مكملات “فيتامين د” الشائعة، مؤكدًا أن الجرعات العالية من هذا الفيتامين، والتي تُستهلك دون رقابة أو استشارة طبية، قد تُلحق أضرارًا جسيمة بأعضاء الجسم الحيوية، بما في ذلك القلب والكلى.
خطر تناول “فيتامين د”
وفي مقطع فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، وشوهد أكثر من 52 ألف مرة حتى الآن، تحدث الدكتور آصف أحمد عن الخطر الكامن في الجرعات المفرطة من “فيتامين د”، مشيرًا إلى أنه شاهد العديد من الحالات التي تعرض فيها الأشخاص لأعراض صحية خطيرة، من بينها اضطرابات في ضربات القلب، فشل كلوي، وآلام في العظام.
ويُعد فيتامين “د” عنصرًا أساسيًا للصحة العامة، ويلقّب بـ”فيتامين أشعة الشمس” نظرًا لإمكانية حصول الجسم عليه من خلال التعرض لأشعة الشمس.
كما يُمكن الحصول عليه من مصادر غذائية مثل الأسماك الزيتية، السلمون الأحمر، وصفار البيض. وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بتناول مكملات فيتامين “د” خلال أشهر الشتاء، عندما تقل مستويات ضوء الشمس، خاصة في المملكة المتحدة.
ومع ذلك، شدد الدكتور أحمد على أن هذا لا يعني أن تناول كميات كبيرة منه مفيد، بل العكس تمامًا.
وأوضح أن فيتامين “د” من الفيتامينات الذائبة في الدهون، أي أنه لا يُطرح من الجسم بسهولة، بل يُخزن فيه، ما يزيد من خطر تراكمه إلى مستويات سامة عند تناوله بكثرة.
اقرأ أيضًا
فوائد حبوب القهوة الخضراء.. كيف يمكن أن تحسن طاقتك وصحتك؟
الفيتامينات الذائبة في الدهون
وقال الدكتور أحمد: “الكثير من المكملات الغذائية الأخرى، مثل فيتامين “سي”، تُطرح بسهولة من الجسم عبر البول لأنها تذوب في الماء، لذا فإن تجاوز الجرعة لا يُسبب مشاكل كبيرة.
أما فيتامين “د”، فيبقى في الجسم، وتراكمه قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم بشكل مفرط، وهي حالة تُعرف بفرط كالسيوم الدم، ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تشمل تلف الكلى، وإضعاف العظام، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب”.
وأضاف الطبيب أن بعض الأشخاص يتناولون جرعات عالية جدًا من فيتامين “د”، تصل إلى 10,000 وحدة دولية يوميًا، بناءً على منتجات اشتروها من الإنترنت دون إشراف طبي، محذرًا من أن هذه الكمية “لا يُنصح بها على الإطلاق”، وقد تُعرض حياتهم للخطر.
وبحسب إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، لا يُنصح البالغون، بمن فيهم الحوامل والمرضعات، وكبار السن، والأطفال من سن 11 إلى 17 عامًا، بتناول أكثر من 4,000 وحدة دولية من فيتامين “د” يوميًا.
وتوصي الهيئة بجرعة يومية معتدلة تبلغ نحو 10 ميكروغرامات، أي ما يُعادل 400 وحدة دولية، باعتبارها كافية لمعظم الأشخاص.
رغم ذلك، أشار الدكتور أحمد إلى أن بعض المرضى، وخاصة أولئك الذين أظهرت فحوصات دمهم مستويات منخفضة للغاية من فيتامين “د”، قد يحتاجون إلى جرعات أعلى، لكن ذلك يجب أن يكون بإشراف طبيب مختص.
وعلق قائلًا: “تعتمد الجرعة المثالية التي تحتاجها على عوامل عدة، منها أعراضك، ولون بشرتك، وعرقك، ونتائج فحص الدم”.
مستويات النقص المعتبرة
وفي هذا الإطار، دعا الدكتور أحمد – الذي يتابعه أكثر من 95,500 شخص على منصة إنستجرام – الجميع إلى إجراء فحص دم قبل البدء في تناول مكملات فيتامين “د”، ومتابعة مستوياته بشكل دوري أثناء الاستخدام.
وقال: “فيتامين “د” ليس مجرد مكمل يمكن تناوله عشوائيًا. يجب تناوله بمسؤولية وتحت إشراف طبي، لأن زيادته قد تكون ضارة تمامًا كما أن نقصه مضر”.
يُشار إلى أن مستويات النقص المعتبرة لفيتامين “د” تختلف من بلد لآخر. ففي الولايات المتحدة، يُحدَّد الحد الأدنى الموصى به عند 20 نانوغرام/مل، في حين أن المملكة المتحدة تُحدّد عتبة النقص عند 12 نانوغرام/مل، وهو ما اعتبره خبراء الصحة مستوى منخفضًا للغاية.
وقد أيّد هذا التحذير أطباء آخرون، من بينهم الدكتور كاران راجان، جراح في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، الذي نصح بالبحث عن مكملات فيتامين “د” التي تحتوي أيضًا على فيتامين ك2، والذي يُعتقد أنه يُساعد في الحد من ترسب الكالسيوم داخل الشرايين ومجرى الدم.
ويُجمع خبراء الصحة على أن أفضل وسيلة للحصول على فيتامين “د” تظل عبر التعرض المعتدل والآمن لأشعة الشمس، إلى جانب نظام غذائي متوازن يحتوي على مصادر غنية بالفيتامين، مثل الأسماك الزيتية، اللحوم الحمراء، والأطعمة المدعّمة.
وختم الدكتور أحمد حديثه بتحذير واضح: “المكملات قد تكون مفيدة، لكنها ليست دائمًا آمنة. لا تفترض أن المزيد يعني الأفضل، خاصةً عندما يتعلق الأمر بفيتامين “د”.