كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، عن بدء مراجعة شاملة لصادرات الأسلحة المقدمة إلى الحلفاء، في خطوة تعكس قلقاً متزايداً بشأن تراجع المخزون الوطني من الذخائر الحيوية، وعلى رأسها صواريخ الدفاع الجوي، وتأتي هذه المراجعة على خلفية تزايد وتيرة الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا وعدد من الدول الأخرى، بحسب ما أوردته صحيفة الغارديان.

ليست موجهة لأوكرانيا وحدها
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، أن هذه المراجعة لا تقتصر على أوكرانيا وحدها، بل تشمل حلفاء آخرين، مشدداً على أن الهدف منها هو “ضمان توافق المساعدات العسكرية مع أولويات الدفاع الوطني الأمريكي”، وتندرج هذه الخطوة ضمن إطار تقييم استراتيجي أوسع تتبناه وزارة الدفاع.
تقليص الدعم: أولوية للمصلحة الأميركية
جاء إعلان البنتاغون بعد تأكيد من البيت الأبيض بتقليص شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن القرار يستند إلى مراجعة موسعة تهدف إلى ضمان أن تبقى مصلحة الولايات المتحدة في المقام الأول، وتضمنت المراجعة عدداً من الأنظمة الحيوية، مثل منظومات “هيمارس” الصاروخية بعيدة المدى، وقذائف المدفعية من عيار 155 ملم، ومنظومات الدفاع الجوي “باتريوت”.
ضغط على المخزون الأمريكي
وترافقت هذه الخطوة مع توقف شحنات بعض أنواع الذخائر، منها صواريخ “باتريوت”، نتيجة الضغط المتزايد على المخزون الأمريكي الذي يواجه استنزافاً في عدة جبهات، أبرزها في حماية المدن الإسرائيلية والقطرية خلال التصعيدات الأخيرة مع إيران.
موقف غير واضح تجاه إسرائيل
رغم أن البنتاغون لم يحدد ما إذا كانت المراجعة ستشمل إسرائيل، التي تعتمد على الولايات المتحدة في نحو 68% من وارداتها العسكرية، أشار بارنيل إلى أن الوزارة لن تفصح حالياً عن تفاصيل تتعلق بالكميات أو الأنواع التي تم تعليق تسليمها، مؤكداً استمرار المراجعة.
اقرأ أيضًا
أوروبا في قبضة موجة حر غير مسبوقة.. حرائق ووفيات وانقطاعات كهرباء
قلق أوكراني من تداعيات القرار
من جهتها، عبّرت الحكومة الأوكرانية عن “قلق بالغ” إزاء القرار الأمريكي، محذّرة من أن أي تأخير في وصول الدعم قد يضعف موقفها العسكري في مواجهة التصعيد الروسي، واستدعت وزارة الخارجية الأوكرانية القائم بأعمال السفير الأمريكي في كييف، وشددت في بيان على أن “أي تراجع في الدعم سيُفسَّر من قبل روسيا كضوء أخضر لمواصلة الحرب”.
تحول استراتيجي نحو المحيطين الهندي والهادئ
وتأتي هذه المراجعة في سياق تحولات يقودها مسؤولون بارزون في البنتاغون مقربون من وكيل الوزارة لشؤون السياسات، إلبرج كولبي، المعروف بدعوته لإعادة توجيه الجهد العسكري الأمريكي نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في ظل تصاعد التهديد الصيني، ويُعد كولبي من أبرز دعاة ما يُعرف بـ”أولوية آسيا”، ويحظى بدعم قوي من شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري، منها نائب الرئيس جي دي فانس، أحد أبرز منتقدي المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
جدل متصاعد في الكونغرس
ويرى مراقبون في واشنطن أن هذه المراجعة قد تمثل بداية لتحول أوسع في السياسة الدفاعية الأمريكية، في ظل تزايد الجدل داخل الكونغرس بشأن جدوى الاستمرار في تمويل الحروب بالوكالة، خصوصاً مع تصاعد التحديات الجيوسياسية في آسيا.