أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة لن تدفع الحزب إلى التخلي عن سلاحه أو التراجع عن ثوابته، مشددًا على أن المقاومة ستستمر رغم كل الضغوط الأمريكية والدولية.
جاءت تصريحات قاسم خلال كلمة متلفزة ألقاها، الأحد، بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء، حيث وجه رسائل واضحة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، رافضًا أي محاولات لفرض شروط على لبنان أو حزب الله.

المقاومة “حل” وليست “أزمة” في وجه الاحتلال الإسرائيلي
قال قاسم: “هذا التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام.. لا يُقال لنا اتركوا السلاح، بل يُقال للعدوان توقف”، وأضاف أن الحزب يرفض أن يكون جزءًا من شرعنة الاحتلال في لبنان والمنطقة، واعتبر أن التطبيع مع إسرائيل هو مذلة وتنازل، محذرًا من نتائج سلبية ستطال من اختاروا هذا المسار.
وأكد قاسم أن إسرائيل هي “المشكلة الحقيقية”، في حين أن “المقاومة تمثل أحد الحلول”، مشيرًا إلى أن الاستهداف الإسرائيلي والأمريكي المستمر يجب أن يتوقف.
حزب الله: مستعدون لتطبيق القرار 1701 ولكن بشروط
تطرق قاسم إلى القرار الدولي 1701، قائلًا إن الحزب يدعم تطبيقه، ولكن بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرًا إلى أن الحزب يتمتع بـ”المرونة” في سبيل الوصول إلى توافق سياسي.
وأضاف: “نحن لا نقبل أن نعيش في لبنان داخل سجن كبير”، في إشارة إلى رفض أي صيغة تفرض قيودًا أمنية أو سياسية على الحزب أو البيئة الحاضنة له.
ورقة أمريكية “استسلامية” تلقاها لبنان
وفي موقف لافت، وصف حزب الله الوثيقة الأمريكية التي قدمها المبعوث الخاص توماس باراك خلال زيارته إلى بيروت في 19 يونيو الماضي بأنها “استسلامية”، معتبرًا أنها تحمل شروطًا تعجيزية تُخضع لبنان بالكامل للرؤية الأمريكية الإسرائيلية.
وتضمنت الوثيقة، وفق مصادر سياسية ودبلوماسية، سبعة بنود رئيسية، أبرزها:
نزع سلاح حزب الله
-
سحب الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الهجومية خلال ستة أشهر.
-
تجميع سلاح جميع الفصائل المسلحة اللبنانية وغير اللبنانية.
-
اعتماد مبدأ “الخطوة مقابل خطوة”، بدءًا من شمال الليطاني.
إصلاحات مالية مشددة
-
إغلاق المؤسسات المالية التابعة لحزب الله، وعلى رأسها “القرض الحسن”.
-
تشديد الرقابة على المعابر والمرافق لمنع تهريب الأموال.
ترسيم الحدود وتحسين العلاقة مع سوريا
-
ترسيم الحدود مع إسرائيل.
-
اعتبار مزارع شبعا أراضي سورية، وتثبيت “الخط الأزرق” كحد فاصل معترف به دوليًا.
ربط إعادة الإعمار بنزع السلاح
-
لا دعم مالي أو إعادة إعمار قبل جمع السلاح وتقديم خطة تنفيذية واضحة.
الإفراج عن الأسرى
-
الإفراج عن الأسرى اللبنانيين في إسرائيل مرهون بنزع سلاح الحزب.
استمرار حزب الله سياسيًا فقط
-
لا ممانعة من بقاء الحزب في البرلمان والحكومة، لكن دون جناح عسكري.
مهلة زمنية محددة
- منح لبنان شهرين فقط لتقديم خطة تنفيذية، وإلا فـ”الخيار العسكري الإسرائيلي مطروح”.
اقرأ أيضًا
ارتفاع حصيلة ضحايا السيول في ولاية تكساس إلى 43 قتيلاً بينهم 14 طفلاً
مخاوف من التصعيد الإقليمي
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المؤشرات على احتمالات التصعيد، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود الجنوبية، وتزامنًا مع الضغوط الدولية المتواصلة على الحكومة اللبنانية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن.
وبينما يرى حزب الله، أن المقاومة هي خيار وطني لحماية لبنان، تحذر واشنطن من “مخاطر إبقاء السلاح خارج سلطة الدولة”، وتربط المجتمع الدولي بين تنفيذ هذه الشروط وبين إعادة ضخ المساعدات والاستقرار المالي في لبنان.