عن الأزمة الحالية في سوريا قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تشعر بـ«قلق بالغ» إزاء الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة السورية دمشق، مؤكدًا أن واشنطن على اتصال مستمر مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة. وأوضح روبيو في تصريحات للصحفيين: «انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الأطراف المعنية، نحن قلقون للغاية بشأن هذه التطورات، ونعمل على القضية بشكل عاجل، وسنوافيكم بمستجدات لاحقًا».
وأضاف روبيو أن الولايات المتحدة تسعى بكل الوسائل لوقف القتال، مشددًا على أن «وقف إطلاق النار كان مُتفقًا عليه، لكنه انهار بشكل مفاجئ بين عشية وضحاها». وأكد الوزير الأمريكي أن بلاده تجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف «بهدف إعادة التهدئة والتوصل إلى حل يضمن إنهاء التصعيد الخطير».
جاءت هذه التصريحات بعد ساعات من شن إسرائيل سلسلة ضربات جوية قوية على العاصمة دمشق، في إطار عمليات تقول إنها تستهدف حماية الطائفة الدرزية، في ظل الاشتباكات الدامية بمحافظة السويداء جنوب البلاد بعد دخول القوات الحكومية إليها قبل يومين. وطالت الغارات مبنى وزارة الدفاع السورية ومناطق قريبة من القصر الرئاسي، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 18 آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية لوكالة الأنباء الرسمية (سانا).
الجيش الإسرائيلي: مئات الدروز عبروا من مرتفعات الجولان إلى سوريا
في تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مئات من أبناء الطائفة الدرزية عبروا من مرتفعات الجولان المحتلة إلى داخل الأراضي السورية، استجابة لمناشدات أطلقتها قيادات درزية لدعم أبناء طائفتهم الذين يخوضون اشتباكات مع قوات الحكومة السورية. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي مجموعات من الأشخاص يرفعون الأعلام الدرزية أثناء عبورهم السياج الحدودي، في وقت أفادت تقارير باستخدام الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع لمحاولة منعهم من التقدم.
نتنياهو يحذر الدروز من عبور الحدود السورية
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجه رسالة مباشرة إلى الدروز في إسرائيل ومرتفعات الجولان، حثّهم فيها على عدم عبور الحدود، قائلاً: «لديّ طلب واحد منكم: أنتم مواطنون إسرائيليون، لا تعبروا الحدود. أنتم تعرّضون حياتكم للخطر؛ قد تُقتلون أو تُختطفون، وتضرّون بجهود جيش الدفاع الإسرائيلي. عودوا إلى منازلكم ودعوا الجيش يقوم بمهمته».
يُذكر أن مرتفعات الجولان، التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمّتها رسميًا عام 1981، تضم أكثر من 20 ألف درزي يعيشون جنبًا إلى جنب مع نحو 25 ألف مستوطن يهودي موزعين على أكثر من 30 مستوطنة. الوضع المتأزم الحالي يزيد من حدة المخاوف من توسع نطاق الصراع، وسط دعوات دولية ملحّة لاحتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى مواجهة إقليمية واسعة.
تابع ايضًا..تصاعد الأزمة في سوريا…انتهاكات صادمة وضربات إسرائيلية تهز دمشق