تواجه المكسيك موجة حر شديدة وغير مسبوقة تهدد حياة السكان في عدد كبير من الولايات، حيث سجلت وزارة الصحة المكسيكية حتى الآن 50 حالة وفاة و1171 إصابة نتيجة التعرض المباشر لدرجات الحرارة المرتفعة، والتي تجاوزت في بعض المناطق 45 درجة مئوية.

الولاية الأكثر تضررًا بالمكسيك
بحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة الصحة (SSA)، فإن ولاية سونورا الواقعة شمال غرب البلاد تعد الأكثر تضررًا، حيث سُجل فيها أعلى عدد من الوفيات المرتبطة بالحرارة، بلغت 14 حالة وفاة، إلى جانب 177 إصابة منها 156 حالة جفاف و21 حالة إجهاد حراري.
اقرأ أيضًا
الهلال الأحمر: القوات الإسرائيلية قصفت مقرنا بخان يونس وأوقعت قتلى وجرحى
وتحتل فيراكروز المرتبة الثانية بـ 8 وفيات، تليها كل من تشياباس وتاماوليباس بأربع حالات وفاة لكل منهما، كما تم تسجيل ثلاث وفيات في باها كاليفورنيا، كوينتانا رو، وتاباسكو، في حين شهدت ولايات أخرى مثل تشيووا، ناياريت، نويفو ليون، وسان لويس بوتوسي وفيات أقل تتراوح بين حالة وحالتين.
السبب الأبرز خلف الوفيات
كشفت الوزارة أن ضربة الشمس كانت السبب الرئيسي في 48 من أصل 50 وفاة تم توثيقها حتى الآن، أي ما يعادل 96% من إجمالي الضحايا. كما أنها تمثل 55% من إجمالي الإصابات، ما يشير إلى خطورة التعرض الطويل للشمس دون وقاية في ظل الأجواء الحالية.
ويبلغ معدل الوفيات التراكمي في البلاد بسبب موجة الحر الحالية 4.18%، وهو مؤشر مقلق دفع السلطات الصحية إلى إصدار تحذيرات شديدة للسكان باتباع الإجراءات الوقائية، مثل تجنب التعرض المباشر للشمس خلال ساعات الذروة وشرب كميات كبيرة من الماء.
تاباسكو وفيراكروز ضمن الأكثر تضررًا
إلى جانب سونورا، أظهرت البيانات أن ولاية تاباسكو شهدت 92 حالة ضربة شمس و12 حالة جفاف، بإجمالي 107 حالات، فيما سجلت فيراكروز 84 حالة إصابة، معظمها بسبب ضربة الشمس.
أفادت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية (SMN) أن درجات الحرارة مرشحة للاستمرار في الارتفاع خلال الأيام المقبلة، خصوصاً في ولايتي سونورا وباها كاليفورنيا، حيث من المتوقع أن تتجاوز الحرارة حاجز 45 درجة مئوية.
ودعت الهيئة المواطنين إلى الحذر الشديد، خاصة الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، كما طالبت السلطات المحلية برفع مستوى التأهب وتعزيز قدرات مراكز الطوارئ.
موجة حر تهدد المياه والحياة اليومية
تؤثر هذه الموجة الحادة بشكل مباشر على الأنظمة الصحية، ومصادر المياه، والكهرباء، ونمط الحياة اليومية في معظم الولايات المكسيكية. وتشهد بعض المناطق انقطاعات متكررة في الكهرباء بسبب الضغط الكبير على شبكات التبريد.
ويحذر خبراء البيئة من أن استمرار موجات الحر بهذا الشكل قد يعمّق أزمة تغير المناخ في المكسيك، ويؤدي إلى تصاعد الكوارث الصحية والبيئية على المدى القريب.