نَبَّه رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، حكومة بنيامين نتنياهو، من تداعيات المضي قدمًا في خطة احتلال قطاع غزة، مشيرًا إلى تعقيدات ميدانية وسياسية قد تنجم عن تنفيذ العملية، جاء ذلك في سياق تقارير إسرائيلية كشفت عن تحركات عسكرية واسعة وتحضيرات لحشد عشرات آلاف الجنود استعدادًا لمرحلة جديدة من الحرب في القطاع.

زامير: نتجه نحو “حكومة عسكرية” في غزة
ووفقًا لما نقلته صحيفة معاريف العبرية، أعرب زامير خلال اجتماع أمني عن قلقه من التوجه نحو “حكومة عسكرية في غزة”، مؤكدًا دعمه لما وصفها بـ”الصفقة المطروحة” لتسوية الأوضاع، دون أن يكشف عن تفاصيلها، وأشار إلى أن الاحتلال الكامل للقطاع قد يفاقم الوضع الأمني والإنساني، ويورّط إسرائيل في مستنقع طويل الأمد.
حشد 60 ألف جندي احتياط: استعداد لاجتياح بري واسع
في السياق ذاته، كشف التقرير عن أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالتحضير لحشد نحو 60 ألف جندي احتياط، سيخضعون لتدريبات مكثفة تستمر بين ثلاثة إلى أربعة أيام، وستحل بعض وحدات الاحتياط محل القوات النظامية في مهام دفاعية في الشمال، فيما ستُكلّف ألوية أخرى بمهام قتالية داخل قطاع غزة، أو في تعزيز الانتشار بالضفة الغربية.
تطويق مدينة غزة: بداية خطة الاحتلال
تستعد القوات النظامية، بحسب التقديرات، للانتقال إلى مناطق التجمع حول قطاع غزة تمهيدًا لاجتياح بري واسع يبدأ بتطويق مدينة غزة، وقد باشرت الفرقتان 99 و162 بالفعل تنفيذ عمليات ميدانية بهذا الاتجاه، حيث تتقدم الفرقة 162 من الجهة الشمالية، بينما تتولى الفرقة 99 التوغل في حيي الزيتون والصبرة خلال الأيام المقبلة.
مخاوف من “قتال معقد” داخل المدينة
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تقديرات الجيش تشير إلى أن القتال داخل مدينة غزة سيكون معقدًا وطويل الأمد، بسبب الكثافة السكانية والبيئة العمرانية المعقدة.
وتتضمن الخطة تهجير ما يقرب من مليون فلسطيني نحو الجنوب، مع تنفيذ عمليات اقتحام للتجمعات السكنية في المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع في المرحلة الثانية.
اقرأ أيضًا:
بوتين: روسيا تسعى لتوسيع التعاون مع الصين ومنغوليا
خلافات سياسية-عسكرية تعصف بالقيادة الإسرائيلية
وقد فجّرت معارضة رئيس الأركان للخطة أزمة سياسية داخل إسرائيل، حيث اتهمه بعض الوزراء، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي اليميني، إيتمار بن غفير، بـ”التمرد”، مطالبين زامير بـ”الالتزام التام بتعليمات القيادة السياسية”، مهما كانت كلفتها.
وكشفت تسريبات من داخل الحكومة عن أسبوع من التوترات العنيفة بين القيادة السياسية والعسكرية، خصوصًا في الأيام التي سبقت اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر، والذي أقر خطة نتنياهو لاجتياح غزة بشكل تدريجي.
أزمة إنسانية تتفاقم في القطاع
وتترافق الخطط العسكرية مع تحذيرات دولية من كارثة إنسانية في غزة، لا سيما مع تصاعد الهجمات على مناطق مكتظة بالسكان، وتدمير واسع لمخيمات اللاجئين، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.