شهدت مدينة مرسيليا جنوب فرنسا بعد ظهر الثلاثاء حادثة دامية، بعدما أقدمت الشرطة الفرنسية على إطلاق النار على رجل يُشتبه في تنفيذه هجوم طعن استهدف عدة أشخاص في شارع “كور بيلسونس” بالقرب من الميناء القديم، وفق ما أفادت وكالة “فرانس برس” نقلًا عن مصادر أمنية.
ووفق المعلومات الأولية، فإن المهاجم قام بطعن أربعة أشخاص على الأقل قبل تدخل قوات الشرطة التي كانت موجودة بالقرب من موقع الحادث. ولم تُعلن حتى الآن تفاصيل دقيقة بشأن الحالة الصحية للضحايا.
شهادات من موقع هجوم مرسيليا
أحد السكان المحليين، الذي كان شاهدًا على الحادث، أكد أن الشرطة الفرنسية وصلت بسرعة كبيرة إلى المكان، وحاولت السيطرة على المهاجم أمام مطعم للوجبات السريعة. وأضاف أن المهاجم حاول الاعتداء على أحد عناصر الشرطة بسكين، ما دفع الشرطي إلى إطلاق النار بعد أن صرخ محذرًا: “توقف، توقف”.
شاهد آخر أشار إلى أن المهاجم كان يحمل سكيني جزار كبيرين، بينما أوضح مصدر مطلع على التحقيق أن ما جرى قد يكون مرتبطًا بـ “شجار خارج مطعم كباب”.
وبحسب المصادر الأمنية، فإن منطقة الهجوم تُعرف بانتشار تجارة المخدرات، ما أثار تساؤلات حول دوافع المهاجم وظروف الحادث.
على الفور، قامت الشرطة الفرنسية بتطويق كامل المنطقة ابتداءً من الساعة الرابعة مساءً تقريبًا، فيما أعلنت هيئة النقل في مرسيليا تعليق حركة الترام لجزء من مسارها بسبب الإجراءات الأمنية.
اقرأ أيضًا:
لبنان وسوريا يشكلان لجنتين مشتركتين لحسم 3 ملفات حساسة
إجراءات الشرطة في موقع الجريمة
في محيط أحد مطاعم الوجبات السريعة، نُصبت خيمة تابعة للشرطة العلمية، كما تمت تغطية الشرفة بغطاء أسود في إطار عمليات التحقيق الجنائي.
ولم تُصدر السلطات الفرنسية بعد بيانًا رسميًا يوضح هوية المهاجم أو خلفية الحادث، فيما تواصل الشرطة جمع الأدلة والاستماع إلى إفادات الشهود لتحديد الملابسات الكاملة.

حادث الطعن في مرسيليا يفتح مجددًا النقاش حول تنامي الهجمات الفردية في فرنسا ومدى جاهزية الأجهزة الأمنية للتعامل معها. وبينما لا تزال التحقيقات جارية، يبقى السؤال المطروح: هل كان هذا الهجوم جريمة جنائية مرتبطة بشجار محلي، أم أن وراءه دوافع أوسع قد تعيد إلى الواجهة ملف الأمن الداخلي الفرنسي؟