أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، أن المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الصيني شي جين بينغ كانت “مثمرة وجيدة جدا”، مؤكداً الاتفاق على عقد لقاءات ثنائية وزيارات متبادلة خلال الأشهر المقبلة، إلى جانب تحقيق تقدم في ملفات حساسة تشمل التجارة، أزمة الفنتانيل، الحرب الروسية الأوكرانية، وصفقة تيك توك.

تفاصيل الاتصال بين ترامب وشي جين بينغ
كتب الرئيس الأمريكي على حسابه في منصة “تروث سوشيال” قائلاً: “انتهيت للتو من مكالمة مثمرة للغاية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. لقد أحرزنا تقدماً في العديد من القضايا الهامة جداً بما في ذلك التجارة، والفنتانيل، والحاجة إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والموافقة على صفقة تيك توك”.
وأكد أنه اتفق مع الرئيس الصيني على الالتقاء خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقررة في كوريا الجنوبية، مشيراً إلى أنه سيزور الصين مطلع العام المقبل، فيما سيزور شي الولايات المتحدة في “وقت مناسب”.
توافق على قضايا حساسة
أشار الرئيس الأمريكي إلى أن المكالمة لم تقتصر على الجانب البروتوكولي، بل تضمنت توافقات مهمة في ملفات شائكة، من أبرزها:
التجارة الثنائية بين البلدين، التي تشهد خلافات متصاعدة منذ سنوات.
ملف الفنتانيل، وهو أحد أبرز القضايا الصحية والأمنية التي تثير قلق الولايات المتحدة.
الحرب في أوكرانيا، حيث اتفق الجانبان على ضرورة العمل لإنهائها.
صفقة تيك توك، التي حازت على موافقة من الطرفين بعد مفاوضات طويلة.
وأكد ترامب أن “المكالمة كانت جيدة جداً”، مضيفاً أن التواصل الهاتفي بين الزعيمين سيستمر قبل اللقاءات المرتقبة.
الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه النزاع التجاري بين واشنطن وبكين فترة تهدئة مؤقتة، بعد أن بلغ ذروته في أبريل/نيسان الماضي عندما هددت الدولتان بفرض رسوم جمركية تتجاوز 100% على وارداتهما المتبادلة.

وكان ترامب قد وقّع في أغسطس/آب أمراً تنفيذياً يقضي بتمديد فترة التوقف المؤقت للرسوم الجمركية حتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني، في خطوة ردّت عليها بكين بالإعلان عن تمديد مماثل.
اقرأ أيضًا:
باكستان تضع قدراتها النووية تحت مظلة السعودية ضمن اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك
اللقاء الثالث بين ترامب وشي منذ بداية 2025
يُذكر أن الاتصال الهاتفي الأخير هو الثالث بين الرئيسين منذ مطلع العام، والثاني منذ تولي ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني. ويرى مراقبون أن هذا التواصل المكثف يعكس رغبة الطرفين في تجنب التصعيد والحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة، خصوصاً مع اقتراب مواعيد حاسمة في الحرب التجارية والملفات الدولية الساخنة.
تُظهر المكالمة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني مؤشرات على انفراجة دبلوماسية محتملة بين أكبر اقتصادين في العالم، مع الاتفاق على زيارات رسمية وتعاون في ملفات حساسة مثل الحرب في أوكرانيا وصفقة تيك توك. ورغم استمرار التوتر التجاري بين الجانبين، فإن التهدئة المؤقتة قد تمنح فرصة لإعادة صياغة العلاقة الأميركية – الصينية في المرحلة المقبلة.