اتهم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الولايات المتحدة بأنها السبب الرئيسي وراء فشل المحادثات التي أجرتها طهران مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) والجانب الأمريكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال عراقجي، خلال اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء الإيراني، اليوم الأربعاء، إن “العرقلة الأمريكية حالت دون إحراز أي تقدم في هذه المحادثات”، مشددًا على أن بلاده قدمت المرونة الكافية وأبدت استعدادها للتوصل إلى تفاهم، لكن المسار انتهى دون نتيجة، كما كان متوقعًا منذ البداية.
اقرأ أيضًا
وزير الخارجية الفرنسي: حماس لم يعد لديها أي مبرر لرفض خطة السلام
وأضاف أن واشنطن لجأت إلى سياسة المماطلة والتأجيل، مما جعل أي محاولة للتقارب غير مجدية، على حد تعبيره.
إيران تتمسك بالمرونة وتتهم الغرب بالمماطلة
وأوضح عراقجي أن بلاده لم تدّخر جهدًا في السعي للتوصل إلى صيغة مقبولة، لكنها واجهت تعنتًا من الأطراف الأخرى، خاصة الجانب الأمريكي. وأكد أن هذه الممارسات ليست جديدة، وإنما تأتي في إطار سياسة أمريكية ممنهجة تهدف إلى إطالة أمد التفاوض دون تقديم حلول عملية.

عارف: الرياضة جسر لتعزيز العلاقات الخارجية
وفي سياق آخر، أكد نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، أن بلاده تعوّل على ما وصفه بـ”الدبلوماسية الرياضية” كأداة لتعزيز علاقاتها الخارجية وتوسيع دوائر التواصل مع دول الجوار والمنطقة.
جاء ذلك خلال لقائه بعدد من الرياضيين الإيرانيين، حيث قال: “علينا أن نولي أهمية خاصة للمنافسات الرياضية الإقليمية والآسيوية، وأن نستفيد منها كوسيلة للتقارب مع الشعوب والدول”، مضيفًا أن الحكومة ترى في الرياضة مجالًا أبعد من مجرد صناعة الأبطال، إذ تهدف أيضًا إلى ترسيخ قيم الأخلاق والفتوة.
الرياضة كامتداد للدبلوماسية الرسمية
أوضح عارف أن الحكومة الإيرانية لا تتعامل مع الرياضة من منظور أحادي، بل تعتبرها امتدادًا للدبلوماسية الرسمية. ولفت إلى أن المشاركة الفاعلة في البطولات الرياضية تمثل فرصة لتوطيد التعاون مع دول المنطقة، وبناء جسور الثقة، بما يوازي دور اللقاءات السياسية والاقتصادية.
وأكد أن إيران ستواصل دعم رياضييها وتشجيع حضورهم في الساحات الإقليمية والدولية، معتبرًا أن الرياضة قد تكون أداة موازية للسياسة في تحقيق التقارب وكسر العزلة.
مساران متوازيان: السياسة والرياضة
تكشف تصريحات عراقجي ورفيقه في الحكومة عارف عن مسارين متوازيين في السياسة الخارجية الإيرانية: الأول قائم على مواجهة ما تصفه طهران بـ”المماطلة الغربية” في الملفات الاستراتيجية، والثاني يقوم على توظيف أدوات ناعمة مثل الرياضة لتقريب المسافات وبناء صورة إيجابية لإيران في المحيط الإقليمي والدولي.