ساعات قليلة تفصلنا عن دخول أبرز صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ، والتي تأتي ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يقع تحت طائلة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل منذ ما يقرب من 15 شهرًا، يتبادر إلى الأذهان التاريخ الطويل لصفقات تبادل الأسرى وعقيدة الفصائل الفلسطينية في تخليص المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
تاريخ صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية
يُعد ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية أحد أكثر الملفات حساسية وأهمية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ يعكس التوترات المستمرة بين الجانبين ويجسد أحد أشكال التفاوض غير المباشر التي تُحقق مكاسب استراتيجية للطرفين.
بدأت أولى عمليات تبادل الأسرى منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا عام 1968، عندما نجحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في فرض تبادل سجناء فلسطينيين مقابل ركاب طائرة إسرائيلية مختطفة.

ومنذ ذلك الحين، تكررت هذه الصفقات في عدة مراحل، كان أبرزها “اتفاقية جبريل” عام 1985، التي أدت إلى إطلاق سراح 1,150 أسيرًا فلسطينيًا، وصفقة الجندي جلعاد شاليط عام 2011، والتي نتج عنها الإفراج عن 1,027 أسيرًا فلسطينيًا.
العقيدة الفلسطينية في تحرير المعتقلين
تعكس هذه الصفقات مدى تعقيد الصراع، حيث يُنظر إلى الأسرى الفلسطينيين كرموز للنضال الوطني، بينما تسعى إسرائيل إلى استعادة جنودها المحتجزين بأي ثمن، مما يجعل المفاوضات حولهم محط اهتمام داخلي ودولي كبير. وتستمر الفصائل الفلسطينية، لا سيما حركة حماس، في استخدام ورقة الأسرى كوسيلة ضغط لتحقيق مطالب سياسية، بينما تسعى إسرائيل إلى تقليل الخسائر الأمنية والسياسية لهذه التبادلات.
ومع استمرار النزاع، تبقى صفقات تبادل الأسرى جزءًا محوريًا في المعادلة السياسية والأمنية بين الطرفين، مؤثرة على الرأي العام وموازين القوى في المنطقة.
شهدت العلاقات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية العديد من صفقات تبادل الأسرى منذ عام 1968. فيما يلي أبرز هذه الصفقات:

23 يوليو 1968: نفذت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أول عملية تبادل، حيث اختطفت طائرة إسرائيلية تابعة لشركة “العال” وأجبرت على التوجه إلى الجزائر. تم الإفراج عن الركاب مقابل إطلاق سراح 37 أسيرًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام العالية.
28 يناير 1971: جرت عملية تبادل بين حركة “فتح” وإسرائيل، أُطلق بموجبها سراح الأسير محمود بكر حجازي مقابل الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز.
14 مارس 1979: أطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة سراح جندي إسرائيلي أُسر في عملية الليطاني، مقابل إفراج إسرائيل عن 76 معتقلاً فلسطينيًا، بينهم 12 أسيرة.
23 نوفمبر 1983: تمت عملية تبادل بين إسرائيل وحركة “فتح”، أُطلق فيها سراح 4,700 معتقل فلسطيني ولبناني من معتقل أنصار، و65 أسيرًا من السجون الإسرائيلية، مقابل إطلاق سراح ستة جنود إسرائيليين.
20 مايو 1985: عُرفت بـ”اتفاقية جبريل”، حيث أُفرج عن 1,150 أسيرًا فلسطينيًا مقابل ثلاثة جنود إسرائيليين أُسروا خلال حرب لبنان.

18 أكتوبر 2011: أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أُسر عام 2006، مقابل 1,027 أسيرًا فلسطينيًا.
نوفمبر 2023: ضمن اتفاق الهدنة، أُفرج عن 240 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 71 أسيرة و169 طفلاً.
اقرأ أيضًا:
حماس توافق على صفقة وقف إطلاق النار وتقديرات بتبادل الأسرى الأحد القادم

ومنذ عام 1948 وحتى واليوم، خضع أكثر من مليون فلسطيني 1948 للحبس التعسفي في السجون الإسرائيلي، جراء نضالهم ضد الاحتلال ومن أجل الحرية.
ومن عام 1967 يخضع الفلسطينيين لنظام عسكري، اعتقل ما يقرب من 20% من إجمالي سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ، و40 % تقريبًا من إجمالي السكان الذكور، وفقًا لإحصائيات مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.