شهدت عدة مدن في غرب أوروبا أبرزها إسبانيا والبرتغال، اليوم، انقطاعًا غير مسبوق في التيار الكهربائي بسبب انهيار شبكة الكهرباء، وامتد ليشمل العاصمتين مدريد ولشبونة، بالإضافة إلى مدن كبرى مثل برشلونة وإشبيلية وفالنسيا، فيما تأثرت أيضًا أجزاء من فرنسا وأندورا بسبب خلل في الشبكة الأوروبية المشتركة، وفقًا لتقارير محلية ودولية.
انهيار شبكة الكهرباء يشل أوروبا
وفقًا لصحيفة “لا فانغارديا”، امتدت تداعيات الانقطاع إلى أجزاء من فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وشمال إيطاليا، بل وحتى المغرب.

وذكرت وكالة “رويترز” أن الانقطاع ربما يكون نجم عن إجراء روتيني في ألمانيا، حيث أغلقت شركة “إي.أون” خط جهد عالٍ فوق نهر للسماح بمرور سفينة، مما أدى إلى اضطراب في شبكة الكهرباء الأوروبية المشتركة.
تأثيرات كارثية على الخدمات الأساسية
وقد أدى الانقطاع إلى شل حركة النقل العام، حيث توقفت قطارات الضواحي والقطارات فائقة السرعة (AVE) في إسبانيا تمامًا، بينما أُغلقت محطات المترو في مدريد وبرشلونة، مما أجبر الركاب على النزول والسير على الأقدام، كما تعطلت إشارات المرور، ما تسبب في اختناقات مرورية خانقة، وانقطعت خطوط الهاتف الثابت والإنترنت في مناطق عديدة، بما في ذلك مطار باراخاس الدولي بمدريد.
السبب المحتمل: خلل في الشبكة الأوروبية
رجحت شركة “ريد إلكتريكا” الإسبانية و”إي – ريديس” البرتغالية أن يكون الانقطاع ناتجًا عن عطل في الشبكة الكهربائية الأوروبية المشتركة، بينما أشارت تقارير أولية لوكالة “رويترز” إلى أن العملية الروتينية لإغلاق خط جهد عالٍ في ألمانيا – لمرور سفينة – ربما أطلقت سلسلة من الأعطال المتتالية.
من جهته، نفت مركز الأمن الإلكتروني الوطني البرتغالي أي صلة لهجمات إلكترونية بالحادث، مؤكدًا أن الانقطاع “تقني بالكامل”، في تفسير محتمل لـ انهيار شبكة الكهرباء.
استجابة الشركات المشغلة ومحاولات إعادة التيار
أعلنت شركة “ريد إلكتريكا” الإسبانية أنها بدأت في إعادة التيار تدريجيًا إلى شمال وجنوب البلاد، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث.
أما في البرتغال، فقد أكدت شركة “رين” أن جميع أنحاء البلاد تأثرت بالانقطاع، بما في ذلك العاصمة لشبونة، فيما تأثرت أندورا وأجزاء من فرنسا المجاورة أيضًا.
استجابة حكومية عاجلة وتوقعات بالعودة التدريجية
دعت الحكومة الإسبانية إلى اجتماع طارئ، وقام رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بزيارة مركز التحكم في شبكة الكهرباء للإشراف على جهود الإصلاح. وصرح مسؤولون بأن العودة الكاملة للتيار قد تستغرق ما بين 6 إلى 10 ساعات، مع إصلاح بعض المناطق بالفعل.
في البرتغال، أكدت شركة “رين” أن الانقطاع طال كافة أنحاء البلاد، بينما أعلنت فرنسا أن هذا الحادث هو الأسوأ منذ 30 عامًا، حيث تأثر نحو 5 ملايين شخص.
تداعيات سياسية: دعوات لإصلاح سياسة الطاقة الأوروبية
أعاد انهيار شبكة الكهرباء وهذا الانقطاع الضخم الجدل حول ضرورة اعتماد سياسة أوروبية موحدة للطاقة، وحول موثوقية البنية التحتية للطاقة في أوروبا، حيث شدد رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي على أهمية وجود سلطة أوروبية مشتركة قادرة على تنسيق الاستجابة في مثل هذه الأزمات، مضيفًا: “لا يمكننا الاعتماد على بعضنا البعض دون أن نملك آلية مشتركة لحل الأزمات.”
يذكر أن هذا الحادث هو الأكبر من نوعه في شبه الجزيرة الأيبيرية منذ سنوات، مما يضع علامات استفهام حول مدى استعداد الشبكات الأوروبية للتعامل مع الأزمات المفاجئة.
اقرأ أيضًا: