في موقف سياسي بارز يعكس تحولاً متناميًا في مواقف العواصم الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية، جددت فرنسا، على لسان وزير خارجيتها جان نويل بارو، عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، مشددة على أن تحقيق السلام والاستقرار لا يمكن أن يتم دون إنهاء العنف وتحقيق العدالة.

الاعتراف بفلسطين خطوة نحو الاستقرار
قال الوزير الفرنسي في تصريح نقلته وكالات الأنباء، إن باريس “مصممة على الاعتراف بدولة فلسطين”، معتبرًا أن استمرار الصراع على أساس انعدام العدالة والعنف يعرقل أي أفق حقيقي لبناء سلام دائم. وأضاف بارو أن فرنسا لن تظل مكتوفة الأيدي أمام معاناة الفلسطينيين، وأن الوقت قد حان لتبني موقف واضح ينسجم مع القانون الدولي والعدالة الإنسانية.
اقرأ أيضًا
دونالد ترامب: مفاوضات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان
مؤتمر نيويورك قد يكون نقطة التحول المنتظرة
من جانبه، أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصريحات حملت دلالات سياسية مهمة في أبريل الماضي، أكد خلالها على “الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.
وأضاف أن مؤتمر نيويورك المرتقب في يونيو المقبل “يجب أن يكون نقطة تحول في المسار السياسي للقضية الفلسطينية”.
وفي تصريحات ألقاها خلال زيارته لمعرض مخصص لغزة في معهد العالم العربي في باريس، أشار ماكرون إلى أن فرنسا تسعى إلى “إطلاق سلسلة من الاعترافات بالدولة الفلسطينية”، ضمن رؤية شاملة تقوم على اعتراف متبادل بين إسرائيل والدول التي لا تعترف بها حتى الآن.
دعوة لوقف فوري لإطلاق النار واستئناف المساعدات
الرئيس الفرنسي شدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل يقوم على مبدأ حل الدولتين، ووقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع استئناف تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. وقال: “نبذل أقصى الجهود مع شركائنا الدوليين من أجل التوصل إلى هدف السلام، ولكي ننجح علينا ألا ندّخر أي جهد”.
تغير في نغمة الخطاب الأوروبي
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الموقف الأوروبي تغيرًا ملحوظًا في التعاطي مع القضية الفلسطينية، خاصة في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، والتدهور الإنساني الحاد، وتراجع آفاق الحل السياسي. ويرى مراقبون أن فرنسا، بصفتها إحدى القوى الكبرى في الاتحاد الأوروبي، قد تمهد الطريق أمام خطوات مماثلة من دول أوروبية أخرى، مما يشكل ضغطًا متزايدًا على الأطراف المعنية للعودة إلى طاولة المفاوضات.
اعتراف مرتقب قد يعيد الزخم إلى حل الدولتين
تؤكد التصريحات الفرنسية الأخيرة على أن الاعتراف بدولة فلسطين لم يعد مجرد موقف رمزي، بل خيار سياسي جاد تسعى باريس لترجمته على أرض الواقع.
وبينما يترقب العالم مؤتمر نيويورك المقبل، يظل السؤال المطروح: هل يكون الاعتراف الأوروبي نقطة الانطلاق لعملية سلام حقيقية طال انتظارها في الشرق الأوسط؟