في خطوة أثارت جدلاً دوليًا واسعًا، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن توسيع الاستيطان في الضفة الغربية يأتي “كرد مباشر” على اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطينية.
وقال كاتس إن هذه الخطوة تمثل “رسالة واضحة” إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومن وصفهم بـ”أصدقائه”، مفادها أن اعترافهم بدولة فلسطينية “لن يتجاوز الورق”.
اقرأ أيضًا
كارثة إنسانية في قطاع غزة.. 55 مليون طن من الركام بعد 15 شهرًا من الحرب
تصاعد التوتر بين إسرائيل وأوروبا
تصريحات كاتس جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول الأوروبية توترًا متزايدًا، حيث نقلت صحيفة واشنطن بوست عن دبلوماسيين أوروبيين أن “مستوى السخط بلغ ذروته”، في ظل ما وصفوه بـ”فقدان المسؤولين الأوروبيين صبرهم على حكومة بنيامين نتنياهو”.
وحذر الدبلوماسيون الأوروبيون من أن استمرار حكومة نتنياهو في سياساتها الحالية سيقود إلى تصعيد في الضغط الأوروبي، مؤكدين أن “الصور المروعة القادمة من غزة أوصلتنا إلى أقصى ما يمكن احتماله”، في إشارة إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.
وفي السياق ذاته، أفادت الصحيفة بأن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم تحويل مساعداته المخصصة لغزة عبر الآلية الجديدة التي تقترحها إسرائيل، في ظل ما يعتبره الأوروبيون “تعطيلاً متعمداً للمسارات الإنسانية”.
وزير الخارجية الإسباني
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإسباني لصحيفة واشنطن بوست بأن “حكومة إسرائيل لا تُظهر أي رغبة في استخدام الدبلوماسية”، وهو موقف يعكس تزايد حدة الخطاب الأوروبي تجاه تل أبيب.
أما في ألمانيا، فقد أدلت رئيسة حزب الخضر الألماني بتصريحات لمجلة دير شبيغل، أكدت فيها أنه “لا يجوز استخدام الأسلحة الألمانية في غزة بطريقة تنتهك القانون الدولي”، في تلميح واضح إلى قلق متزايد داخل برلين من احتمال استخدام الدعم العسكري الألماني في عمليات قد ترقى إلى انتهاكات.
وتأتي هذه المواقف بينما تواجه إسرائيل ضغوطًا متصاعدة من المجتمع الدولي لوقف هجماتها على غزة، والامتناع عن خطوات أحادية في الضفة الغربية، خصوصًا مع تصاعد الدعوات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية كحل واقعي للصراع المستمر.
مجموعة من المستوطنين
رُصدت مجموعة من المستوطنين، في وقت سابق من اليوم، وهم يقومون بتشييد سياج حول أراضٍ قريبة من قرية عين الحلوة، وهي تجمع فلسطيني صغير يقع شمال غور الأردن. ورغم أن السياج لا يُطوّق القرية بالكامل، إلا أن سكانها، الذين يعتمدون بشكل أساسي على رعي الأغنام، أعربوا عن قلقهم من أن يعيقهم السياج عن الوصول إلى مراعيهم، مما يهدد مصدر رزقهم الوحيد.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصدر محلي قوله إن مجموعتين من المستوطنين وصلتا إلى الموقع خلال الساعات الماضية وشرعتا في نصب السياج، مشيرًا إلى أن العناصر المشاركة في العملية بدوا مراهقين.
في سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في الضفة الغربية، حيث أفادت مصادر لقناة الجزيرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت محيط بؤرة ترسلة المخلاة منذ عام 2005 قرب بلدة جبع شمالي جنين. كما شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات في محيط جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس.
وفي تطور ميداني آخر، ذكرت منصات فلسطينية أن مستوطنين، بحماية من قوات الاحتلال، انتشروا عند مدخل بلدة دوما جنوب نابلس، وقاموا بإغلاق الطريق أمام حركة المواطنين.
أما في قطاع غزة، فقد كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في تصريح نقلته رويترز، أن نحو 200 ألف شخص نزحوا من أماكن سكنهم خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية. وأكد المتحدث باسم المكتب أن جميع سكان غزة، بنسبة 100%، معرضون لخطر المجاعة، في ظل استمرار الحصار والعمليات العسكرية.
يأتي ذلك فيما تتصاعد التحذيرات الدولية من تداعيات أمنية وإنسانية خطيرة في الأراضي الفلسطينية، في ظل تصاعد هجمات المستوطنين، وتدهور الأوضاع المعيشية في غزة والضفة الغربية على حد سواء.