تقاليد الكريسماس، أو عيد الميلاد، تتنوع من بلد إلى آخر، مما يعكس ثراء الثقافات واختلافها. وعلى الرغم من ارتباطه بأصول دينية تتعلق بميلاد السيد المسيح، إلا أن الاحتفالات أصبحت تجمع بين الجوانب الدينية والثقافية والاجتماعية، مما جعله مناسبة يتشاركها الجميع بروح من الفرح والتآلف.
تقاليد الكريسماس حول العالم
في كثير من البلدان، يُعد تزيين شجرة الكريسماس رمزًا أساسيًا للاحتفال، حيث تُزين بالأضواء والكرات الملونة. كما تُعتبر تبادل الهدايا عادة شائعة في مختلف الثقافات، لتعزيز قيم المحبة والعطاء. وتختلف الأطعمة التقليدية أيضًا، فبينما يُقدم الديك الرومي المحشي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يحتفل الإيطاليون بحلوى البانيتيوني، في حين يستمتع اليابانيون بدجاج كنتاكي كوجبة رئيسية.
تتضمن بعض التقاليد أيضًا فعاليات خاصة، مثل أسواق الكريسماس في ألمانيا، وأغاني الكريسماس الجماعية في الكنائس أو الشوارع. وتُضيف الطقوس الدينية مثل حضور القداس لمسة روحانية لهذه المناسبة.
والكريسماس ليس مجرد احتفال، بل هو فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية والعائلية في جو من الدفء والسرور، وهو ما يجعله مناسبة محبوبة لدى الشعوب على اختلاف خلفياتها.

شجرة الصنوبر وسانتا كلوز
احتفالات الكريسماس تتميز بتنوع تقاليدها وعاداتها حول العالم، حيث يضفي كل بلد طابعه الخاص على هذه المناسبة.
الولايات المتحدة الأمريكية
من أشهر تقاليد الكريسماس في الولايات المتحدة الأمريكية، تزيين شجرة الكريسماس بالأضواء والزينة، وتبادل الهدايا ووضعها تحت الشجرة. وتبادل الزيارات المنزلية وتقديم الحلويات التقليدية مثل كعك الزنجبيل.
المملكة البريطانية المتحدة
في المملكة البريطانية المتحدة، تعد قراءة قصة “عيد الميلاد” للأطفال أحد أركان الاحتفال بالكريسماس، كما يتم تقديم وجبة تقليدية تتضمن الديك الرومي وفطيرة الفواكه.
بالإضافة إلى ذلك، يتم فتح هدايا الكريسماس صباح يوم 25 ديسمبر. واستخدام “كراكرز” الكريسماس كجزء من الاحتفال.
فرنسا
في فرنسا، بلد العطور والحب، يحتفل الناس بإقامة عشاء ليلة الكريسماس (Réveillon)، والذي يشمل أطباق مثل المحار والحلويات التقليدية مثل بوش دو نويل. بالإضافة إلى حضور القداس منتصف الليل في الكنائس.

إيطاليا
احتفالات الكريسماس في إيطاليا تدور حول الأسرة والطعام، مع تقديم طبق “البانيتيوني” التقليدي. كما يحظى الأطفال بزيارة لشخصية “بابا ناتالي” (سانتا كلوز). وفي بعض المناطق، تقدم الساحرة “بيفانا” الهدايا للأطفال.
ألمانيا
تشتهر ألمانيا بأسواق الكريسماس الشهيرة مثل “كريس كيندل ماركت”، كما يتم إعداد تقويم Advent Calendar للأطفال. ويتم إضاءة الشموع على أكاليل الزهور.
اليابان
يأخذ احتفال الكريسماس طابعًا تجاريًا أكثر من كونه دينيًا. ولكن من أشهر التقاليد الغريبة في ذلك اليوم، هو تناول وجبة الكريسماس المميزة من دجاج كنتاكي. كما يتم تبادل الهدايا بين الأزواج كجزء من الاحتفال.
مصر
احتفالات الكريسماس لدى المسيحيين الأقباط تبدأ بصوم الميلاد لمدة 43 يومًا. ويتم حضور القداس ليلة 7 يناير، ويليها تجمع عائلي وتناول أطعمة خاصة بالمناسبة.
أستراليا
من تقاليد احتفالات عيد الميلاد في أستراليا هي حفلات شواء على الشواطئ، الاستمتاع بالأنشطة الرياضية وسباقات قوارب. كما تزيين المنازل بالأضواء والزهور المحلية.

تقاليد الكريمساس: شجرة الصنوبر
شجرة الكريسماس هي رمز شهير للاحتفال بعيد الميلاد، وهي تقليد يعود إلى قرون مضت في العديد من الثقافات. وتُزين الشجرة عادةً بأضواء، وكرات ملونة، وزينة متنوعة مثل النجوم والشرائط. وغالبًا ما تكون الشجرة الطبيعية من نوع الصنوبر أو التنوب، لكن الشجر الصناعي أصبح شائعًا في العقود الأخيرة.
ترمز شجرة الكريسماس إلى الحياة الأبدية، فاختيار الأشجار دائمة الخضرة يعبر عن الأمل والحياة التي لا تنتهي. وتشير الأضواء إلى النور الذي يجلبه السيد المسيح، والنجمة في القمة ترمز إلى نجم بيت لحم.
ويعود استخدام الشجرة في الاحتفالات إلى التقاليد الوثنية، حيث كانت الشعوب القديمة تزين الأشجار في الشتاء. وفي القرن السادس عشر، بدأ المسيحيون في ألمانيا تزيين الأشجار في منازلهم خلال فترة عيد الميلاد.
إقرأ أيضًا:
الأميرة كيت ميدلتون تحتفل بالكريسماس بعد تعافيها من السرطان

سانتا كلوز: بابا نويل
وبالطبع لا تخلو احتفالات الكريماس من وجود سانتا كلوز، أو كما يُعرف في بعض الثقافات بـ “بابا نويل”، هو شخصية أسطورية محبوبة تُرتبط بعيد الميلاد. يُعتقد أنه يجلب الهدايا للأطفال في ليلة عيد الميلاد، مكافأةً لهم على تصرفاتهم الجيدة طوال العام.
تعود شخصية سانتا كلوز إلى القديس نيكولاوس، وهو أسقف من آسيا الصغرى (في تركيا حاليا) عاش في القرن الرابع الميلادي. وكان معروفًا بكرمه واهتمامه بالفقراء، وقد انتشرت قصص عن تقديمه الهدايا سرًا.
في العصور الوسطى، اندمجت قصة القديس نيكولاوس مع تقاليد محلية تتعلق بأرواح العيد، مما أدى إلى ظهور شخصية شبيهة بسانتا.
وفي القرن التاسع عشر، تطورت صورة سانتا كلوز في الولايات المتحدة وأوروبا، لتصبح الرجل الطيب ذو اللحية البيضاء، مرتدياً زياً أحمر وزاخراً بالبهجة. الرسام “توماس ناست” لعب دورًا كبيرًا في تحديد هذه الصورة.
يرتدي سانتا بدلة حمراء بحزام أسود، ويعيش في القطب الشمالي مع السيدة كلوز. ويساعده مجموعة من الجان في صنع الهدايا، ويقود عربة تجرها حيوانات الرنة. ويُقال إنه يزور المنازل عبر المدخنة ليترك الهدايا تحت شجرة الكريسماس.