تسعى إيران إلى استعادة نحو 25 مليون برميل من النفط الذي علق في ميناءين بالصين منذ عام 2018 بسبب العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، جاء ذلك وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة.
وقالت المصادر إن النفط العالق تم تخزينه في ميناءي داليان وتشوشان في شرق الصين بعد أن سلمته شركة النفط الوطنية الإيرانية إليهما في أكتوبر 2018، وذلك بموجب إعفاءات كان ترامب قد منحها في ذلك الوقت.
إلغاء إعفاءات إيران
ومع ذلك، في أوائل عام 2019، قرر ترامب إلغاء هذه الإعفاءات، ما أدى إلى توقف عملية بيع النفط، حيث ظل عالقًا في المستودعات الصينية، ولم تتمكن إيران من بيع الشحنات أو شحنها إلى مشترين آخرين.
القيمة الحالية لنفط إيران العالق
وتقدر القيمة الحالية للنفط العالق بحوالي 1.75 مليار دولار وفقًا لأسعار النفط الحالية.
هذا الوضع يعكس الصعوبات الكبيرة التي تواجهها إيران في بيع نفطها حتى في ظل الشراكة الاقتصادية مع الصين، التي تعتبر من أبرز مشتري النفط الإيراني في السنوات الأخيرة، حيث كانت الصين تشتري نحو 90% من صادرات إيران النفطية على مدار السنوات الماضية، مستفيدة من الخصومات التي كانت تقدمها طهران، مما وفر للمصافي الصينية مليارات الدولارات.
تشديد العقوبات مجددًا على صادرات النفط
من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التوترات فيما يتعلق بالعقوبات الأميركية، خاصة مع عودة ترامب إلى السلطة في 20 يناير المقبل، حيث يتوقع المحللون أن يقوم ترامب بتشديد العقوبات مجددًا على صادرات النفط الإيراني بهدف تقليل الإيرادات التي تحصل عليها طهران، تمامًا كما فعل خلال ولايته الأولى.
اقرأ أيضًا
تصريحات ماكرون بشأن بوعلام صنصال تثير غضب الجزائر
يستمر النفط العالق في تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية التي تواجهها إيران في بيع نفطها، حتى عندما تقوم بتخزينه في الصين، التي تقول إنها لا تعترف بالعقوبات أحادية الجانب.
هذه المسألة تبرز تعقيدات التعامل مع العقوبات الأميركية على الدول المنتجة للنفط، حيث تزداد الأمور تعقيدًا بالنسبة لإيران في ظل بيئة جيوسياسية متقلبة.
وفي نفس السياق، يتوقع بنك جولدمان ساكس أن يشهد النفط الإيراني مزيدًا من التحديات في المستقبل القريب، حيث يتنبأ بتقليص إمدادات النفط الإيراني نتيجة للعقوبات المستمرة. كما أن العقوبات الأميركية قد تؤدي إلى رفع أسعار النفط الإيراني، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي لطهران في ظل الضغوط المستمرة.