تراجعت أسعار الذهب مع حالة ترقب حذرة تسود الأسواق قبيل قرار السياسة النقدية المنتظر من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وتُجمع توقعات المحللين والمستثمرين على أن البنك سيُبقي على سعر الفائدة دون تغيير في هذا الاجتماع، لكنه قد يبعث برسائل غير مباشرة حول المسار المتوقع للفائدة في الأشهر المقبلة.

ويؤثر رفع الفائدة سلباً على الذهب، لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدرّ عوائد، ما يدفع المستثمرين للبحث عن بدائل أكثر ربحية.
أسعار الذهب والملاذات الآمنة
لطالما ارتبط الذهب بلقب “الملاذ الآمن” في فترات الاضطراب السياسي والاقتصادي، حيث يتجه المستثمرون إلى اقتنائه عند اشتداد الأزمات أو انخفاض العوائد على الأصول الأخرى، مثل السندات والأسهم.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط ترتفع لليوم الثاني مع تحسن التوقعات التجارية العالمية
لكن هذا الدور بدأ يتراجع مؤقتاً خلال الساعات الماضية، في ظل تزايد التوقعات بأن تشهد العلاقات الأميركية الصينية انفراجة، عبر فتح قناة جديدة للحوار والمفاوضات بعد فترة طويلة من الجمود.
وفي ظل هذا التحول، بدأ بعض المستثمرين بتقليص تعرضهم للذهب والتحول نحو أسواق الأسهم والعملات، ما زاد من الضغط على أسعار المعدن النفيس.
رغم ذلك، أشارت شركة CFI للاستثمار إلى أن الذهب “لا يزال يتحرك في اتجاه صعودي على المدى المتوسط”، خاصة مع استمرار عوامل عدم اليقين المرتبطة بأسعار الفائدة، وتوقعات تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتوترات الأسواق الجيوسياسية.
تراجع جماعي للمعادن النفيسة الأخرى
تراجع أسعار الذهب لم يقتصر على الذهب فقط، بل شمل مجموعة من المعادن النفيسة الأخرى، التي غالباً ما تتحرك في اتجاه مماثل لأسعار الذهب بسبب ارتباطها بعوامل العرض والطلب العالميين والمضاربة الاستثمارية.
أبرز تحركات الأسعار
الفضة: تراجعت بنسبة 0.7% لتسجل 33.01 دولاراً للأونصة.
البلاتين: هبط بنسبة 0.1% إلى 983.60 دولاراً.
البلاديوم: انخفض بنسبة 0.7% ليسجل 967.64 دولاراً.
وتبقى هذه التحركات خاضعة لتأثيرات متعددة، تشمل أسعار الدولار الأميركي، وتوجهات صناديق الاستثمار الكبرى، بالإضافة إلى القرارات الاقتصادية القادمة من الاقتصادات الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين.
في ظل المشهد الراهن، يواجه الذهب مستقبلًا غامضاً على المدى القريب. فإذا ما ثبتت أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير كما هو متوقع، فقد يجد الذهب فرصة للتماسك مجدداً، خاصة إذا جاءت تصريحات الفيدرالي حذرة بشأن النمو.
في المقابل، فإن إحراز تقدم في المحادثات الأمريكية الصينية، أو تحسّن مفاجئ في البيانات الاقتصادية الأميركية، قد يوجه ضربة إضافية للمعدن الأصفر، عبر تعزيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين وتقليص الحاجة للتحوط.